( 145 ) مدار الأفكار
ملك الثقة
يقول الشاعر العربي:
مرحى مليك الخير جودك يعبق= والروح منك إلى الفضائل تسبق
رمز النماء بك الشهامة تعتلي= عرش الوفاء وما بنيت موفـق
إن الثقة كما يقول أرباب اللغة مشتقة من الفعل الثلاثي وثق، والوثاقة: مصدر الشيء الوثيق المحكم، والوثاق
اسم الإيثاق فيقال: أوثقته إيثاقا ووثاقا، والحبل أو الشيء الذي يوثق به وثاق،والجمع الوثق بمنزلة الرباط
والربط، وأوثقه في الوثاق أي شده،قال تعالى: (حَتَّى إذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ )(محمد: 4), والوثيقة في
الأمر إحكامه والأخذ بالثقة، والجمع الوثائق، وفي حديث الدعاء: (واخلع وثائق أفئدتهم )، والوثيق: الشيء
المحكم . ووثقت الشيء توثيقا، فهو موثق, وفي حديث كعب بن مالك ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ليلة العقبة حين (تواثقنا على الإسلام ) أي تحالفنا وتعاهدنا، والمواثقة هي المعاهدة، فالثقة كلمة
تدل على العقل والإحكام، و إتقان الأمر والاطمئنان إليه، وضبطه بحيث يمكن الانتفاع به والاستفادة منه،
والاعتماد والبناء عليه،فهي تعني الضبط والقوة والتمكن، ووثقت الشيء أحكمته، والميثاق هو العهد المحكم،
قال تعالى: (يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق ) (الرعد: 20 )،و قال تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم
وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور) (المائدة: 7)، فأفضل
وسائل التعامل والاتصال مع الآخرين سواءً كان على نطاق المجتمع أو الفرد في أمور دينية أو دنيوية– كما
يقول الأستاذ إبراهيم بن محمد السعوي -هي الثقة المتبادلة بينهم التي قوامها التقوى والأمانة، والقوة فيهما،
قال الله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) (القصص: 26 )، وعلامتها الوفاء بالعهد قال الله
تعالى: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء: 34 )،فثقة الناس بالمرء من الأمانة التي قال الله فيها:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ
كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) (الأحزاب: 72 ) ونظرا لأهمية الثقة فقد قامت هيئة(بيو ) وهي مؤسسة بحثية أمريكية
شهيرة (محايدة سياسياً ) توفر معلومات عن أحدث المواضيع المثيرة للجدل والمواقف والاتجاهات التي تؤثر
على العالم، وتتخذ من العاصمة الأميركية(واشنطن ) مقرا لها، بإجراء استطلاع للرأي عن الاتجاهات العالمية
شمل 25 دولة من جميع أنحاء العالم ونشرت نتيجة الاستطلاع في الرابع من فبراير الحالي حيث تبوأ خادم
الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - المرتبة الأولى كأكثر قائد إسلامي يحظى بثقة
الشعوب الإسلامية به في الشؤون الدولية، وأنه يفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وتؤكد
المؤسسة البحثية أن الملك عبد الله كان الأكثر شعبية بين زعماء العالم حيث حقق في الأردن نسبة شعبية
بلغت %92 وفي مصر، %83وكذلك حظي بمؤشرات إيجابية خارج الشرق الأوسط لاسيما في الأمم ذات
الأغلبية الإسلامية، ففي باكستان جاءت شعبيته بنسبة %64 وفي أندونيسيا %61 وفي نيجيريا زادت النسبة
إلى %78، وليس أمرا مستغربا أن يحصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود –
حفظه الله ورعاه - على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييداً في العالم الإسلامي فهو الشخصية
القيادية الأكثر شعبية وحضوراً وإثارة في عالمنا العربي والإسلامي.
يا خادم البيتين يرعـاك مـولاك= يا من على الطولات دايم مماشيك
نبراس عدل ٍ نـادرات ٍ مزايـاك= وعلى طريق الخير هاديك واليك
حزت الثقة والزود من فعل يمناك= وفي عالم الإسلام عمّت حسانيك