( 143 ) مدار الأفكار
سالم المكارم
يقول الشاعر العربي:
عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِم ُ=وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكـارِمُ
وتَعظُمُ في عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها= وتَصغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ
شهدت الكويت يوم السابع والعشرين من يناير الحالي يوما امتزج فيه الحب بالوفاء فرحاً بعودة عميد أسرة آل
الصباح رئيس الحرس الوطني عضو مجلس الدفاع الأعلى سمو الشيخ سالم العلي الصباح إلى أرض الوطن
سالما معافى أثر رحلة الاستشفاء والعلاج التي قضاها بالخارج وجاوزت الثلاثة أعوام وقد كان صاحب السمو
أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد و سمو رئيس مجلس
الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح وكبار أسرة آل الصباح على رأس مستقبلي سموه في مطار الكويت
حتى وصل بحفظ الله إلى ديوانه العامر في قرطبة حيث غصت الشوارع بالمواطنين ولم يتوقف سيل المهنئين
بعودة فارس الخير ونبراس المكارم مما يدل على التفاف الشعب حول قيادته و يجسّد حب الكويتيين للكويت
وللأسرة الحاكمة ويعكس مدى الترابط و قوة العلاقة ورسوخها بين أبناء الشعب وأبناء الأسرة , والذي عبّر
عنه سمو الشيخ سالم العلي حفل الاستقبال بقوله : (إن حب الكويت في القلب وليس باللسان ), وقال الشيخ فهد
سالم العلي : ( إن الحضور الكبير دليل وتأكيد على الحب الذي يكنه المواطن الكويتي لحكامه، وتبادل الحب
بين الحاكم والمحكوم، والدليل على ذلك الرسالة التي أرسلها سمو الشيخ سالم العلي من برلين بضرورة نبذ
الطائفية وتماسك المجتمع تحت راية صاحب السمو الأمير وهذه الرسالة وصلت إلى الشعب الكويتي وبادل
الشعب هذه التحية بأكبر من تلك الرسالة باستقبالهم الكبير ) , ويقول النائب مسلم البراك : ( إن أفعال سمو
الشيخ سالم العلي وتبرعاته الكريمة والسخية حاولت إنهاء معاناة أبناء الشعب الكويتي والتخفيف منها , و إن
صنائع المعروف تقي مصارع السوء، ولاشك أن الحضور الكبير الذي وفد من كل مكان لاستقبال سمو الشيخ
سالم العلي هو وضع طبيعي لم يجبر عليه الناس، ولا يمكن أن يجبر الناس على الفرح أو إنها تعبر عن هذا
الفرح, و جميع فئات الشعب الكويتي بمختلف انتماءاتهم اتفقوا في حبهم لسمو الشيخ سالم العلي، وكل
التوجهات السياسية التي اختلفت في المشاهد السياسية جاءت لتؤكد على حب سالم العلي، ولتبارك لأنفسها في
البداية بعودة سموه إلى ارض الوطن سالما معافى بعد هذه الغيبة الطويلة) ,وليس مستغربا أن يحظى سموه
بفيض الحب والابتهاج بعودته فهو يتمتع بحكمة وحنكة , وبعد نظر ومكانة مرموقة في الأسرة الحاكمة
وموقع سياسي رفيع وتواضع جم ودماثة خلق , إضافة إلى أنه من الرموز الوطنية والخيرية وله بصمات
واضحة في بناء الكويت الحديثة وتقلد العديد من المناصب التي أبلى فيها بلاء حسنا كما قدم الكثير من أعمال
البر والخير في خدمة مجتمعه وأمته العربية والإسلامية فدوره بارز في تأسيس ( مبرة آل الصباح ) عام
1988م والتي ترعى عائلات شهداء الكويت وقام على نفقته الخاصة بمشاريع عديدة ( داخل البلاد وخارجها)
في مجالات الخير والبر كبناء المساجد والمكتبات والمستشفيات والمرافق الاجتماعية والثقافية والتربية , ومن
مبادراته المشهودة تبرعه بمبلغ ( 100 ) مليون دينار كويتي خص المحتاجين من المواطنين بـ ( 80 )
مليون دينار و( 20 ) مليون دينار لفئة الشهداء تقديرا لدورهم في التضحية والفداء مما ينم عن حس عال
تجاه ما قدمته هذه الفئة في سبيل الوطن , كما أن سموه يرعى مسابقة ( الشيخ سالم العلي السنوية للأنتر نت
) والتي انطلقت عام 2000م وهي من الأنشطة المميزة ولها صدى ايجابي في أوساط الشباب وتهدف إلى
نشر الوعي الإلكتروني وتشجيع المبدعين , وقد جاء المشهد الاحتفالي ليترجم إحساس الناس ويعبّر بعفوية
وصدق عن مشاعرهم وعرفانا بدور سمو الشيخ سالم العلي الوطني والنهضوي والخيري والإنساني .
إن كان للاحسان والخير فرسـان= يا شيخ سالم حزت كـل المعانـي
يا أبو علي مادام للطيب عنـوان= فأنت الزمام وذروتـه بالحسانـي
من مد كفك تنجلي سحب الأحزان= وغيثك فرج كربات حـي يعانـي
غيثك ضفى كل الوطن سر وإعلان= يا محقق ٍ سام الهـدف والأمانـي
فرجت للمديـون وأوفيـت ديـان= وعميت في حسناك قاصي ودانـي
خيرك شمل من جاد بالروح وكدان= لأجل الوطن بالتضحية والتفانـي
عبد العزيز الفدغوش
الأربعاء , 3 فبراير 2010