حسين الرويلي ... نموذج إداري جريء 
بالأمس القريب كتبت مقالة مقتضبة، مشيداً بأحد أبناء هذا الوطن المعطاء، وقد ذكرت فيها بأن ".. وطننا ولله الحمد والمنة يزخر بالنماذج الوطنية المشرفة الذي يحق لنا أن نتباهى ونفاخر ونتحدث عنها ليتعرف الجميع عليها ويتخذها قدوة ومثلاً يحتذى به"، وها أنذا اليوم أعود لأقدم لكم نموذج آخر ينضم لقائمة تلك النماذج المشرفة للمواطن السعودي، والنموذج الذي سوف أتحدث عنه هنا هو مثال للمسئول الإداري الجريء، أنه وبكل فخر الأخ الفاضل حسين الراوي الرويلي مدير الشئون الصحية في محافظة الأحساء، جاء هذا الرجل المقدام وبدء مهام عمله باتخاذه قرارات أدارية صحيحة غير مسبوقة ولم نعهدها من قبل إلا من خلال مطالعتنا في الكتب الإدارية، لقد ارتأى مدير الشؤون الصحية بأن المصلحة العامة تتطلب وبإلحاح إعداد قيادات بديلة لتقوم بإكمال المسيرة، ولهذا وفور توليه مهامه الإدارية قام بإحداث تغيرات إدارية جوهرية على مستوى القيادات العليا، ضارباً لنا مثلاً رائعاً على الحنكة والجرأة الإدارية، وهو الطريق الصائب رغم أنه غير معبد و به عوائق وعقبات شوكيه كثيرة ولكن يمكن للخلص من أبناء هذا الوطن تخطي تلك العوائق والعقبات، نعم الإصلاح الإداري الحقيقي دائما وأبدا يبدأ من رأس الهرم فهو القاعدة الأساسية الصحيحة في البناء المؤسسي، والأخ حسين الرويلي بهذه القفزة الإدارية - والتي إن شاء عما قريب نقطف ثمارها اليانعة على مستوى رفعة وجودة الخدمات الصحية المقدمة في الأحساء- أخذ حسين الرويلي " المحسوبية " وضربها بعرض الحائط هذا العرف الخاطئ والإرث الدفين في نفوسنا، هذا المرض الفتاك الذي جميعنا يعرف ويعيش سلبياته على مستوى الفرد والمجتمع والوطن، وإننا نطمح بأن نرى المزيد من هذه الإصلاحات وقد شملت الإدارات الفرعية والأقسام الداخلية في المديرية والمستشفيات والمراكز الصحية، ولا يصح إلا الصحيح، ونكون بذلك فعلاً سرنا نحو الطريق السليم المرسوم لتحقيق أهداف وزارة الصحة الرامية للواقية والعلاج من الأمراض، وليكن شعارنا "وضع الشخص المناسب في المكان المناسب" ويجب أن نعي بأن المنصب الإداري تكليف وليس تشريف، نعم هكذا تكون المسئولية الوطنية الحقيقة التي تضع مصلحة المجتمع والوطن فوق كل شيء، وان أي اعتبارات جانبية تفقد صاحبها المصداقية والمسؤولية والحس الوطني.
وأرجو أن لا يفهم من حديثي بأنه تحامل أو تشفي أو طعن في نزاهة أي موظف في مديرية الشئون الصحية في محافظة الأحساء (رئيساً أو مرؤوسا) -لا سمح الله- طبعاً هذا غير وارد ولم ولن يكون القصد، بل العكس هو الصحيح حيث أنني أكن للجميع جلي الاحترام والتقدير لجهودهم الطيبة وسهرهم على صحتنا وسلامتنا وأقول للجميع جزيتم عنا ألف جزاء وبارك الله فيكم، وإنني على يقين بأن هذا هو نفس شعور مدير الشؤون الصحية ولكننا هنا نتحدث عن مسئول ومسئولية .. مواطن ووطن. فلقد أدرك مدير الشؤون الصحية بحسه وخبرته وحنكته الإدارية بأن القيادة الصحيحة هي جوهر العملية الإدارية وقلبها النابض وعلى ضوئها يحدد نجاح أي تنظيم إداري، وأن الإدارة بما تحويها من لوائح وأنظمة وتعاميم، لا تنشأ أي كيان ولا تحافظ على استمراره، بل الإنسان هو الثروة الحقيقية بما يحمله من قيم روحيه وعقائدية وثقافية ووطنية، وأن توفر الظروف البيئية المناسبة تعطي الفرصة لمن لديهم المهارات القيادية الكامنة لإبراز ما لديهم من مهارات تصب في صالح خدمة المجتمع.
أخي حسين الرويلي بالرغم من معرفتي المسبقة بأخلاقياتك العليا الشخصية والوظيفية وتواضعك الجم ..رجل عملي لا تحب المديح والإطراء، وإنني احترم واكبر فيك ذلك ولكن الواجب الخلقي والاجتماعي والوطني دفعني مرقماً لكتابة هذه الإشادة المقتضبة والجميع يعرف بأن قلمي نزيه لا يكتب إلا ما يمليه عليه الواجب بعيد كل البعد في هذا المقام عن المصالح الشخصية والمجاملات، ولو كان حسين الرويلي عكس ما هو عليه لكنت أول شخص يوضح وينتقد، ولكن وكما نقول للمسيء أسأت فلنقل للمحسن أحسنت، وقد جاء في الأثر في حديث عن رسول الله (ص) «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وأنه والله يثلج صدري أن أرى أبناء هذا الوطن في جميع مواقعهم يتبارون لتأكيد جدارتهم بالانتماء لمؤسساتهم الوطنية الرائدة بأدائهم المتميز وسلوكياتهم الراقية وتعاملهم الحضاري، انطلاقا من تمسكهم بعقيدتهم الإسلامية السمحة التي تحض على الفضيلة والأمانة والإخلاص في العمل.
وإنني هنا باسمي وباسم أهالي الأحساء نعبر عن سعادتنا وفخرنا واعتزازنا بوجود الأخ الفاضل حسين الرويلي على رأس الهرم في مديرية الشؤون الصحية، وانه من الطبيعي أن نفتخر ونسعد ونحن نرى مثلك على رأس هذه المؤسسة الحكومية الحيوية، نعم انك الرجل المناسب في المكان المناسب فلك منا كل تقدير وثناء، نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأننا نتمنى ونحلم بأن نرى بقية المسئولين في بقية مؤسساتنا الحكومية وقد حذو حذوك وأتخذوك مثلاً أعلى في الجرأة الإدارية الفاعلة، فكم هو جميل أن يكون لدينا "حسين الرويلي" في كل مؤسسة حكومية، ونرجو أن لا يكون هذا مجرد أمنية أو حلم بل نريد وبكل صدق أن نراه مطبقا على أرض الواقع، وهذا ليس صوتنا بل صوت الوطن .. فهل من مجيب!؟
الدكتور أحمد عبد الله العبيد
صحيفة الاقتصادية