ديوانه تضمن مواضيع تتحاور مع الحياة بكل أشكالها
عامر نابلسي... يبوح بالجروح شعراً
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...8c6352942e.jpg
عامر نابلسي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...8/03.38.02.jpg
صدر للشاعر عامر تيسير نابلسي ديوانه الشعري الجديد «بوح الجروح» والذي تضمن نصوصا شعرية تتحاور في مفرداتها مع الحياة من خلال ما تتضمنه من مشاعر ووجدانيات، ومن خلال لغة شعرية بسيطة، استطاع نابلسي التعبير عن معانٍ حسية متوهجة بالحيوية، وذات عمق دلالي واضح.
والديوان في طباعته الفاخرة يتكون من 98 صفحة من القطع المتوسط، وضم ما يقارب 49 قصيدة تنوعت مواضيعها بين العاطفة والوجدان، وكذلك الوطن، وبالتالي فقد اظهر الشاعر خلال هذه القصائد مدى قدرته في التواصل مع الرؤى المتفرقة للحياة ليقول في فصل «قضايا شائكة» من خلال قصيدة «صدفة لم تتكرر»:
صدفة حين التقينا لم نرتب للقاء
انها الاقدار شاءت لم يكن لنا ان نشاء
فيها اطلقنا الكلام ماتجاوزنا الحياء
مفصحين عما نهوى دون كذب او رياء
ومن خلال هذه القصيدة الاستهلالية- التي جاءت في مقدم القصائد، وعبر تقسيمه للديوان إلى فصول- نقرأ قصيدة في الفصل نفسه عنوانها «لست اليوم سجاني» وهي قصيدة تفاعلية تعبر عن الكثير من القضايا الانسانية الراهنة ليقول:
الشك داء كم أودى بصاحبه
نحو المهالك موقعه بخذلان
ما كان كان ولن يرجع لأحضاني
واليوم وحدك في قلبي ووجداني
وفي فصل «بريد القلوب» جاءت القصائد في سياق عاطفي يحمل الكثير من المضامين والكشوفات التي تتحاور مع الحلم في صوره العديدة، وبالتالي فانه يقول في قصيدة «الى كل مغترب»:
أطلت البعد يا كبدي
ولم ترأف بمن نادى
خشيت الفقر تحصده
بأرض الحلوه الغادة
ورحت لآخر الدنيا
وحيدا تبني امجادا
وفي قصيدة «فتشي عني» ضمن الفصل نفسه تواصل الشاعر مع مشاعره في نسق شعري احتوى على الكثير من الرؤى: «فتشي عني مرارا وابحثي/ في كل وقت عن دروب محبتي/ اسألي نبضي ليصبح مرشدا/ كي لا
تضيعي في كهوف مودتي».
وفي فصل «همسات دافئة» أعلن الشاعر عن كشوفات نفسية وحياتية متنوعة كي يقول في قصيدة «ست الحبايب»، تلك التي احتوت على احاسيس انسانية جميلة نحو الأم:
ماذا اقول وأي القول ينصفك
يا تاج رأسي وكل الحب والقيم
انت التي افنيت العمر ساهرة
كي ترشديني إلى العلياء والقمم
ما مر يوم ذقت فيه من ألم
إلا دفعتني نحو الصبر والهمم
ولقد ارتكز الشاعر في معظم قصائد هذا الفصل «همسات دافئة» على مشاعر نابضة بالدفء تجاه الاشخاص الذين نكن لهم الاحتراف والتقدير والحب: ليكتب قصيدة «طفلتي نوف» ويقول فيها:
عانقيني قبليني
امرحي قلبي الشغوف
داعبيني لوثيني
بالحذاء وبالكفوف
شدي دقني اصفعيني
صارعيني بالأنوف
وفي قصيدة «عاشقة خجولة» يتواصل الشاعر مع مفرداته البسيطة من اجل ابراز رؤيته، من خلال فتاة خجولة تريد ا ن تعتذر لحبيبها: «ما احلى كلامي وما اعذب/ لكن الخجل يلعثمني»، كما ان قصيدة «مراكب الحب» تحمل تداعيات انسانية مفعمة بالحيوية ليقول فيها الشاعر:
مدي يداك لكي تهون مصاعبي
يا من بعطرك أخمدت نيراني
روحي تحبك والغرام مطالبي
من ذا يعاتب في هواك إيماني
وتوهجت المشاعر العاطفية في قصيدة «حبيبتي»: فالوردة حين اقابلها/ اوراقها تعشق اغصاني/ وورود الحب بوجنتها/ احلى من زهرة نيسان».
وتحمل قصيدة «صديق العمر» الوفاء والاخلاص والمحبة، وهي اشياء نادرة في هذا الزمان ليقول:
آه يا صديق العمر من زمن يعادينا
يئن القلب مشتاق لاحباب تسلينا
رسائلنا هي السلوى تذكرنا بماضينا
تعاتبنا اذا ننسى في البعد تؤاخينا
وبدت التجربة الشعرية مزدانة بالحلم في قصيدة «وطن الغرام»: «ابحث عن وطن لغرامي/ عن حب ينسيني الامي/ عن قلب يحمل احساسا/ يمنحني اجمل ايامي»، وختم الشاعر ديوانه بقصيدة «حكاية أشعاري»:
أكتب أشعاري ادللها
كلماتي تعكس وجداني
بحروف الصدق ازينها
فامنيتي تسكن اركاني
ان ديوان «بوح الجروح» للشاعر عامر نابلسي يحمل الكثير من المواضيع التي تتحاور مع الحياة، مثل العاطفة والوجدان والوطن، وكذلك قصائد للام والابنه وغيرها، وهي قصائد جاءت في مفردات بسيطة ومعان جميلة، واسلوب شعري فيه الكثير من الايجاز والتكثيف»