الموضوع: مدار الأفكار ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2010, 10:06 PM   رقم المشاركة : [42 (permalink)]
عبدالعزيز الفدغوش
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 18) مدار الأفكار

عِبَرْ السّفر

يقول الشاعر العربي:

تغرب وأبغ في الأسفار رزقا= ليفتح بالتقرب بـاب نجـح
فلن تجد الثراء بغير سعـي= وهل يوري الزناد بغير قدح
إن السفر كما يعرفه أرباب اللغة العربية يعني قطع المسافة، وهو خلاف الحضر، ويقول الأزهري: سمي

المسافر مسافرا لكشفه قناع الكن عن وجهه، ومنازل الحضر عن مكانه، ومنزل الخفض عن نفسه، وبروزه

إلى الأرض الفضاء، وسمي السفر سفرا لأنه يسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم؛ فيظهر ما كان خافيا منها،

وقال: سفرت المرأة عن وجهها إذا أزالت برقعها.وقد اعتاد كثير من أهل الكويت والخليج العربي السفر

خصوصا في فترة الصيف التي لا توجد فيها ارتباطات دراسية للأبناء، إضافة إلى الرغبة في التخفيف من

وطأة الحرارة التي تتميز بها الكويت وبعض دول المنطقة، وقد أباح الله سبحانه وتعالى نعمة السفر لما فيها

من فوائد كثيرة، منها الاستزادة من العلم والسعة في الرزق والترويح عن النفوس وراحة القلوب وتقوية

الإبصار، والنظر في آثار الغابرين في الأمصار، وغيرها من الفوائد المادية والمعنوية، والإسلام دين الدنيا

والآخرة لذلك يزخر القرآن الكريم بكثير من الآيات التي تحث على السفر والسياحة في الأرض فيقول الحق

سبحانه وتعالى: «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور» (الملك

15)، وقال تعالى: «قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض» (آل عمران 137)، وقال عز وجل: «قل

سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق» (العنكبوت 20 )، وقال تعالى: «قل سيروا في الأرض ثم

انظروا كيف كان عاقبة المكذبين» (الأنعام 11).وجاء في التوراة: «ابن آدم! أحدث سفرا أحدث لك رزقا»،

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سافروا تغنموا وصوموا تصحوا»، وقيل إن السفر احد أسباب الرزق

والمعاش وفي ذلك يقول الشاعر العربي:

سافر إذا حاولت أمرا = سار الهلال فصار بدرا
فالماء يكسب إن جرى= طيبا ويخبث ما استقرا
ويقول شاعر آخر:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا= وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هـم واكتسـاب معيشـة= وعلـم وآداب وصحبـة ماجـد

ولكن يجب على المسافر الالتزام بهويته الإسلامية وأخلاقه الإيمانية، وان ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات

ودوافع المغريات، وان يجعل السفر مجلبة للعلم والخير، لا منفذا للسوء والشر المستطير.والمصايف الأجنبية

التي يحلو للبعض ارتيادها ليست بحال من الأحوال أفضل من مصايف الخليج التي تتصف بعض مناطقها

بأجواء معتدلة وطبيعة خلابة جذابة وتحظى باهتمام ورعاية الجهات المعنية بشؤون السياحة في دول مجلس

التعاون لتهيئة أجواء الراحة لروادها، إضافة إلى الاهتمام بما فيها من معالم حضارية وتاريخية، وتسعد كل

مصايف الخليج بزوارها وتوجه لهم الدعوة دائما لزيارة الربوع الخضراء التي تعتلي هامات الجبال العالية،

فهل تقبل عزيزي المصطاف هذه الدعوة لتنعم بأريج الخليج وخيرات بلادك التي حباها الله بالثروات وجمال

الطبيعة وانعم عليها بالأمن والأمان والخير والرخاء، وتبتعد عن البلاد التي تختلف عنا اجتماعيا وعقائديا

وواقع حال ومعيشة؟ سؤال مشفوع بأمل القبول للتوجه إلى مصايف الخير والشهامة في بلاد العز والكرامة،

والى من سألني عن يمة مصيفي أقول:

يا صاح مالي في بعيد المصايـف= ولا حدني عن ديرتي لاهب الصيف
حر الوطن والعج بيـن الولايـف= يفوق عندي جو باريس وجنيـف

عبد العزيز الفدغوش

الثلاثاء, 8 - يوليو – 2008
[email protected]

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1