عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 09-28-2017, 10:56 PM

سيد يوسف مرسي

شامخ جديد

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي



 
افتراضي على كرسي الاعتراف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كرسي الاعتراف

حثتني نفسي أن أقتل فيها المراد ، أقتل فيها شهوة الشهاء ، أقتل فيها كل الرغبات ، اسقها من مر الحنظل كأسا ً ، حتى تعود أو ينهي حياتها هادم اللذات ، لقد عجبت من أمرها وقد جلست معي في سحر الليل ، أيقظتني
وأخرجتني من دوامة النوم ، راحت ترجني ، تهزني ، ترعشني كالغصن
الذي يود إفراغه من الثمار ،وجدتها على الكرسي وتفرش كل دفاترها المهملة ، نظرت إليها نظرة إشفاق ، قالت : جئت أقر بشهادتي وأعترف ..1
وأؤمل أن أنال الغفران ، قالت : سرقني البهيم كما يسرق غيري ، فسرت ظلامه وطفت في دروبه وسكنت مساكنه كالخفافيش حتى عشقت الظلام كما تعشقه ونسجت جلبابي وحلتي من غزل نسيجه ، ,وأصبحت أخشي الضياء
وأهابه وعبأت كل أواني الطهي من طعامه ، وأصبحت من صلب الظلام
ومن رحم الظلمة ، حتى أصبح ما بداخلي نطاق أو فرجة لشعاع أو خيط لضوء ، فجأة جاءني هاتف يحمل علي أكفه رسالة ، ما أن فضت أمامي
حتى تزعزعت أركان الظلام الذي كان يخيم ويسكن فترق كالسحاب الشارد
كأن الريح قد سلطت عليه لتمزقه أرباً وأرى وجه السماء وكأنه لأول مرة
أرى فيها الزرقة والصفاء ، وقد راودني ما يراود المرء من سطوة الشيطان وسيطرة التمني ، وذئاب الشهاء تراقبني وتحضني على الاستمرار ، كنت أنظر الحدأة وهي تنعق في الظلام تراقبني كأنني الفريسة التي تود أن تلتقطني
وتخطفني قبل أعرج للصفاء ، وقد ضاقت أنفاسي ولم يعد بصدري متسع ، وشيطاني يحفزني ، يحبذني ويصور في الخيال قصور السعادة حتى أدمنت الرغبة ونسجت من خيوطها ثوبي الذي أرتديه أمامك ، والآن وقد جئت ،،!
أدمن رغبة غير الرغبة وأود أرضاً غير الأرض وسماء غير السماء ، جئت وقد قتلت كل أسبابي ، جئت أنقذ ذاتي ، جئت إلى مراد الاكتمال وأود أن أسير على الصراط وقد دمعت عيناها وأنا أنظرها وهي تقلب أكفاها ،
قلت : وقد أسندت ظهري للجدار ورفعت وجهي لرب السماء ورأيت الصفاء حيث تسكن النجوم ويشرق القمر ( والله يهدي من يشاء ) ،
أردفت قائلة كأنها على لهف وعجل ، والذنب ...! قلت : التوبة النصوحة تجب ما قبلها ، كالإسلام يجب ما قبله عمل الجاهلية ، قالت: وكيف لا أعود إلى ما كنت عليه ؟ ، قلت الجلد للعبد المتمرد خير علاج ، قالت وكيف يجلد المرء ذاته ، قلت : الصبر على الشهوات جلد ، والصبر في الطاعات مجد ، وحسن الظن بالله طلب للعون ، والتوكل على الله تسليم بالأمر ، والله يعلم ما نخفي وما نعلن ، قالت : إني تواقة إلى ما ذهبت إليه وأشهد إني عدت لفطرتي ، قلت : قد أقسم ربك في كتابة وخص أمثالك فقال : فلا أقسم بالنفس اللوامة .
وها أنت تلومين ذاتك قالت وودي أن أصعد إلى ربي مطمئنة ، تبسمت : وقلت لها : لكل مجتهد نصيب ، هذا يعتمد على الطاعة والتوكل والتسليم ، قالت : ودي أن تتلقاني الملائكة في سماوات ربي حضرة ندية مضيئة عطرية
غير منبوذة أو مكروهة أو مطرودة ( راضية مرضية ) فشعرت بهزة في أعماقي وغصة في حلقي وندم على ما مضى وسالت دموعي على خدي منهمرة ، وقد ألهمني ربي قوله سبحانه وتعالى (سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين ) صدق الله العظيم
بقلمي : سيد يوسف مرسي

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : سيد يوسف مرسي - القسم : منتدى الخواطر والنثر
- رابط الموضوع الأصلي : على كرسي الاعتراف

رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1