17- من هو قائل ( فَدَعْ عنكَ الكتابةَ لست منها ... ) ؟
أقدم من وقفتُ عليه ذكر بيت الشعر هو ابن عبد ربه ( ت 328 هـ ) في " العقد الفريد "، وفيه :
حِمارٌ في الكتابةِ يدَّعيها ........ كدعْوى آل حَرْبٍ في زيادِ
فدعْ عنك الكتابةَ لستَ منها ...... ولو غرَّقتَ ثوبك في المِدادِ
وذكره في موضعين، قال في أوله (4/253) : ( قال بعض الشعراء في صالح بن شيرزاد )، وقال في الثاني ( 7/145) : ( قال بعض العراقيين في أبي مسهر الكاتب ) .
وذكره القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى " (2/502) باختلاف في اللفظ، قال :
دخيل في الكتابة يدعيها ........ كدعوى آل حرب في زياد
يشبه ثوبه للمحو فيه ........... إذا أبصرته ثوب الحداد
فدع عنك الكتابة لست منها ........ ولو لطّختَ وجهك بالمداد
وقد اشتهر البيت بلفظ : ( ولو سوّدت وجهك بالمدادِ ) لذِكْرِ الحافظ الذهبي ( ت 748 هـ ) له هكذا في " تذكرة الحفّاظ " (1/10).