عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2015, 09:05 PM   رقم المشاركة : [10 (permalink)]
أحمد مصطفى كامل
شاعر
 

الملف الشخصي


 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أحمد مصطفى كامل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 )

5- عالم في مستشفى المجانين :
قال أبو بكر بن الأنباري: دخلت البيمارستان بباب المحول، فسمعت صوت رجل في بعض البيوت، يقرأ: (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) ، فقال: أنا لا أقف إلاّ على قوله تعالى: (كيف يبدئ الله الخلق) ، فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلقٍ، وابتدئ بقوله: (ثم يعيده) ليكون خبراً، وأما قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام: (وادَّكر بعد أمة ) ، فهو وجه حسن، والأمة: النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة، وأما قراءة ابن شنبوذ: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب، في قوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به) ؛ قال: فقلت لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ قال: إبراهيم الموسوس، مجنون، فقلت: ويحك! هذا أبي بن كعب، افتح الباب عنه، ففتحه عنه، فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة والأدهم في رجليه، فقلت: السلام عليكم، فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من رد السلام علي؟ قال: السلام أمان، وإني أريد أن امتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العباس - يعني ثعلباً- في يوم كذا- وعرفني ما ذكرته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم، فقال: هذا الذي تراني فيه منغمساً، ما هو؟ قلت: الخرء. قال: وما جمعه؟ قلت: خروء، قال: صدقت، وأنشد:
كأن خروء الطير فوق رؤوسهم
ثم قال: أما والله لو لم تخبرني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت. انظر : نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص201- 202.

  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1