97- حول إذن وإذاً :
اختلف النحاة في رَسْمِ (إِذَنْ) بالنُّونِ أو بالتَّنوينِ، والوقفِ عليها على الآراء الآتية:
الرأي الأول: وهو كتابتها بالألف،
ومن حججهم:
1. أنّها تشبهُ النونَ الخفيفةَ والتنوينَ، في نحو: ? لَنَسْفَعاً بِالنّاصِية ?.
2. أنّها تُشْبِهُ نونَ (لَدُن) التي تُبْدَلُ أَلِفاً.
3. أنّ الوقفَ عليها يكونُ بالألفِ.
4. أنَّ رَسْمَ المصاحِفِ على كَتْبِها بالألف.
قال به ابنُ قتيبة وابن مالك في التسهيل وابن هشام .
ونُسِبَ هذا الرأيُ إلى المازنيّ، كما نَقَلَهُ عنه أبو حيان في شرح التسهيل ، ونَقَلَهُ عنه أيضاً المالقيُّ وفي نِسبته إليه اضطرابٌ.
قال الرُّمانيُّ : وهو الاختيارُ عند البصريين.
الرأي الثاني: وهو كتابتها بالنون،
ومن حججهم:
1. أنّ النونَ فيها أصليّةٌ كنونِ (عَنْ) و (مَنْ) و (أَنْ).
2. أنّها في الأصلِ مركّبةٌ من (إِذْ) و (أَنْ)، ونُونُ (أَنْ) لا تُبْدَلُ. وهو قولٌ عن الخليلِ .
3. أنّها حرفٌ، والحروفُ لا يدخلها التنوينُ،وهذه حُجَّةٌ قويَّة؛ لأنّها حرفُ جوابٍ وجزاءٍ.
قال به المبرّدُ، ونُسِبَ إليهِ أنّه قالَ: (أَشتهي أنْ أكوي يَدَ مَنْ يكتب (إِذَنْ) بالألف) .
وقال به أيضاً ابنُ درستويه ، والزَّنجانيّ وابنُ عُصفور.
ونُسبَ هذا الرأي أيضاً إلى المازنيِّ كما نَقَلَهُ عنه الرَّضي ، والمراديّ ، وابنُ هشام .
قال المرادي: وفي نِسبةِ هذا الرَّأي للمازنيّ نظرٌ؛ لأنّه إذا كان يرى الوقفَ عليها بالنُّونِ كما نُقِلَ عنه فلا ينبغي أنْ يكتبها بالألفِ.
قال الرُّمانيّ: وهو الاختيار عند الكوفيين.
الرأي الثالث: أنّها إذا أُلغيت عن العملِ كُتِبَت بالألفِ؛ لضعفِها. وإذا أُعملت ونَصَبتِ الفِعْلَ بعدَها كُتبت بالنونِ؛ لقُوَّتِها. وهو رأيُ الفرّاء .
الرأي الرابع: أنّها إنْ وُصلت في الكلامِ كُتِبَتْ بالنُّونِ، عَمِلَت أم لم تَعْمَل، كسائِرِ الحروف، وإذا وُقِفَ عليها كُتِبَتْ بالألِفِ؛ لأنّها إذ ذاك مُشَبَّهَةٌ بالأسماءِ المنقوصة في عَدَدِ حروفِها، وأنّ النُّونَ فيها كالتنوينِ، وأنّها لا تَعْمَلُ في الوقفِ مُطْلَقاً. وهو رأيُ المالقيّ واختيارُه . وأنظر : المَطَالِعُ النَّصرية للمَطَابِعِ المصريَّةِ في الأصُول الخَطيَّةِ لنَصْر الهُوريني ص 276-278 ومسائل (إذن) ص 436- 438لأحمد بن محمد بن أحمد القرشي .