52- واو الأصداغ: وهي واو تزين الجملة وتوضح معناها ، ولولاها قد ينقلب المعنى ..
قيل أن أبا بكر الصديق رأى عند أعرابي ثوبا ، فقال : هل تبيعه ؟ فقال الأعرابي : لا يرحمك الله . فقال له الصديق : قل لا ويرحمك الله .
وقيل أن مثل ذلك حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل عن شيء فأجيب بقول القائل : لا أطال الله بقاءك . فقال له عمر : ويحك ألا تقول : لا و أطال الله بقاءك .
وسأل المأمون يحيى اليزيدي عن شيء فقال : لا ، وجعلني الله فداك يا أمير المؤمنين .
فقال : لله درّك ! ما وضعت الواو قطُّ في موضوع أحسن من موضعها في لفظك هذا .
ووصله وحمّله . انظر وفيات الأعيان لابن خلكان ( 6/185) .
أما عن سبب تسميتها بواو الأصداغ :
كانت الجواري في ذلك الزمن، يَتَزّيّن لسادتهن، ولأنفسهن في محافلهن، فإنهن يُضفرن شعورهن... بحيث تنزل منه على خدودهن خصل معقوفة مدببة بشكل واوات، فيكون للمرأة منظر بهي، تَسُرُّ به مالكها أو بعلها.. ويكون محل تلك الواوات العجيبة في الأصداغ والخدد. فيقول الصاحب بن عباد ـ رحمه الله ـ إن واو عمر تلك... في إحكامها، وتمكن محلها، واستغناء واضعها بها عن كلام، وحُسْن رونقها.. لأجمل ـ والله، من واوات النساء الجميلات المزينات بشعورهن .