35- رفع المفعول ونصب الفاعل :
قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية ( 2 / 612 ) : وقد يحملهم ظهور المعنى على إعراب كل واحد من الفاعل والمفعول به بإعراب الآخر كقولهم: "خرق الثوب المسمار". وقال في شرح التسهيل ( 2 /132 ) : وقد يحملهم ظهور المعنى والعلم بأمن اللبس مع ألا يجهل المراد على الإتيان في جملة واحدة بفاعل منصوب ومفعول مرفوع كقولهم: خرق الثوبُ المسمارَ، وكسَر الزجاجُ الحجرَ .
وقال ابن عقيل فى شرحه على الألفية ( ج2/ 147) : ( وقد يُرْفَعُ المفعولُ به، ويُنْصَبُ الفاعلُ عند أَمْنِ اللَّبْسِ؛ كقولهم: "خَرَقَ الثَّوْبُ المسمارَ"، ولا يُقاسُ علَى ذلك؛ بل يُقْتَصَرُ فيه علَى السَّماعِ ) .
وقال ابن هشام في مغني اللبيب (1/ 917) : (إِعْطَاء الْفَاعِل إِعْرَاب الْمَفْعُول وعسكه عِنْد أَمن اللّبْس كَقَوْلِهِم خرق الثَّوْب المسمار وَكسر الزّجاج الْحجر) .
وقال السيوطي في همع الهوامع (2/ 6-7): (وسُمِعَ رَفْعُ المفعولِ به، ونصبُ الفاعلِ؛ حَكَوْا: "خَرَقَ الثَّوْبُ المسمارَ"، و"كسَرَ الزُّجاجُ الحَجَرَ" ...) ثُمَّ قالَ: (والمبيحُ لذلك كُلِّه: فَهْمُ المعنَى، وعدم الإلباسِ، ولا يُقاسُ علَى شيءٍ من ذلكَ) .
وقال خالد الأزهري في شرح التصريح على التوضيح ( 1/395): وقد ينصب شذوذا إذا فهم المعنى، سمع من كلامهم: خرق الثوب المسمار، وكسر الزجاج الحجر، برفع أولهما، ونصب ثانيهما، وجعله ابن الطراوة قياسًا مطردًا، واستأنس له بعضهم بقراءة عبد الله بن كثير: "فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ" [البقرة: 37] ، بنصب "آدم"، ورفع "كلمات"، وفيه نظر، لإمكان حمله على الأصل؛ لأن من تلقى شيئًا فقد تلقاه الآخر.