15- كم من حبيب غرق في عشقه كما يغرق المستغيث في بحر لجي متلاطم الأمواج فيصفع بالموجة تلو الأخرى وتعلو وترتفع ويدنو هو وينخفض وتأتيه الأمواج تترى دون انقطاع وتتوالى صيحاته وصراخاته هو أيضا دون انقطاع حتى تستقر بعض هذه الأمواج على الشاطىء بعد طوفانها فيستقر جسده أيضا بعد طفوه فى هذا المكان الذى توقفت فيه الأمواج .
وكم من حبيب غاص فى عشقه كما يغوص السباح الماهر الذى غشيه الموج من كل جانب فتغلب على تلك الغضبة وعام فى تلك الأجواء ذاهبا مع كل موجة حيث تاخذه تارة ، متغلبا على عوامل الجذب والسحب تارة أخرى ، كاتما فاه مرة فاغرا إياه أخرى متجرعا من مياه بحره بالقدر الذى يكون سببا لهلاكه ظنا منه أنه عامل النجاة الذى سيقضى على تلك المياه وتعلوه المياه مرة ويعلوها هو أخرى إلى أن يصل بنفسه إلى بر الأمان أو يصله طوق النجاة أو قاربها .
هكذا حال المحبين العاشقين منهم من يغرق وحده ولا نجاة ومنهم العاشق المعشوق ، والمعشوق العاشق ثنائية مجتمعة لا أحادية فيها .