19- روي عن الأصمعي قال: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبية معها قربةٌ فيها ماءٌ وقد انحلّ وكاء فمها. فقالت: يا عمّ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. فأعنتها، وقلت: يا جارية، ما أفصحك! فقالت يا عمّ، وهل ترك القرآن لأحدٍ فصاحةً؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان! قلت: وما هي؟ قالت: قوله تبارك وتعالى:
وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى: أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي، إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [28: 7]
قال:فرجعت بفائدةٍ، وكأنّ تلك الآية ما مرّت بمسامعى!! ( لباب الآداب لأسامة بن منقذ ص 329 ) .
قلت وبيان ذلك : وأوحينا إلى أم موسى (الخبر الأول) أن أرضعيه ( الأمر الأول) فإذا خفت عليه (الخبر الثاني) فألقيه في اليم ( الأمر الثاني) (ولا تخافي ) النهي الأول (ولا تحزني) (النهي الثاني ) إنا رادوه إليك (البشارة الأولى) وجاعلوه من المرسلين (البشارة الثانية) .