أرق المنسرح
أمست على نارٍ من جوى العَتَبِ = هيمانةً تشكي أنّةَ الحِقَبِ
بين الأسى والدّمعِ المُراقِ شذًا = تمشي شُجونٌ من حاقدِ الرّيَبِ
كاللّيلِ معقودٌ فيهِ كاحلُها = جمرٌ ، حريقٌ من هامسِ الكتبِ
في فرشها دقّ النّجمُ لحنَ غرا = مٍ كان من حلمٍ ساكن الخرِبِ
يأتي على مهلٍ كاتبًا أرقًا = في جفن رقراقِ الدّربِ ملتهِبِ
ما بين جنبٍ والجنبِ غانيةٌ = تقضي ليالي في حضنِ من رهَبِ
في عرشها كالمسحورِ يأكلُها = وسواسُ هجرٍ كانت على النهبِ
في خافقٍ من ترتيلِ هاجرها = كان الأسى يسقيها بلا أدبِ
ذو غصّةٍ يروي من مرارِ شرا = بٍ عاشقٍ ظلَّ العمرَ في نصَبِ
أرخى سدولَ الهمِّ التي بشقا = ءٍ جاوزت عاتٍ حالف الكذبِ
هذي شؤوني في بحر منسرِحٍ = أعيت على بيتٍ راجز العربِ
إن جاء يطويها أثقلت عليّ = يَ الشّعرَ باءً طارت على الهربِ
إن كنتُ أزجيها في الغرامِ فرو = ضٌ بنتُ أشعاري جئتُ بالعجبِ
إن كنتُ أنساهُ ، البّحرُ يطلبني = والبّحرُ ممسوسٌ جدَّ في طلبي
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر
14 أبريل 2012