تحليل أدبي لجوهر الراوي لإحدى قصائد الشاعرة السلطانه .!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوهر الراوي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلطانة ، بل سلطانة الشعر ورونقه وروعته انت رائعة حقا بل أنتِ الروعة بذاتها وفي كل الأوقات وبخاصة عندما كتبت هذه القصيدة الغراء والتي جُلتِ بسفينة حرفك بها محيط المرأة من مرآتك الصادقة المرأة التقية النقية التي تسكن في عرينك الأنثوي الؤبالغ الرقة والجمال والقوة في آن ٍ واحد . في حقيقة الأمر فأنا لم أقرأ لك من قبل ولم أسمع بك البته وأعتقد أنه تقصيرٌ مني وإن كان هذا عذر أقبح من ذنب ولكن فلتسمحي لي أيتها الشاعرة الفذه أن أعرب لك عن إعجابي الشديد بحرفك ونبضك الشعري الأخّاذ الباهر ونظمك المكتنز باللآليء والجواهر .! لقد كان في كل حرف من قصيدتك الغراء رونقا خاصا وموقعا متربعا على عرش الإبداع المتنامي ولكل كلمة من كلماتك إكليلا من الزهور يرسل شذاه لجميع الأصقاع فتنتعش النفوس المتذوقة للشعر الأصيل المجندل بالجمال والكمال وكل شطر وكل بيت بما يحويه ويحتويه من المعاني ذات العيار الثقيل واللون الجميل مالا يستطيع أي قاريء إلا ويصفق من شدة الروعة التي يكتنزها هذا الرقي من البوح العذب المتألق والذي تطرب له الآذان وتطرق له القلوب مشدوهةً ومتوقفة عن النبض لكي لا يشغلها صوت نبضها عن صوت هذا الصوت المنسكب كقطراب الرباب متخللا فواصل الصمت بإيقاع ٍ يحمل المشاعر إلى وطن قوت القلوب وهي المرأة الجديرة بكل الحب والتقدير والإمتنان من معشر الرجال وهم شقائقهن وأبناء بطونهن وبعولتهن ، هنا ثورة شعرية منمّقة ومحققة لما يجب أن تكون عليه المرأة وهي بلا شك لها الفضل بعد الله في بناء المعمورة كيف لا وهي التي عليها العبء الأكبر في التربية وإدارة رعيتها في بيتها وفي محيطها الأسري والإجتماعي والإنساني على ةوجه العموم ، المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا كما أفاد بذلك خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .! من هنا وهناك كانت السلطانة مسلطة الضوء بصورة مباشرة على النظرة السلبية لبعض الرجال تجاه المرأة إلا أنها فندتها وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها هي الحياة الزاهرة الخصبة.! أيتها الشاعرة الفذه ، إن مواطن الجمال في قصيدتك كثيرة بل لا تُعد ولا تحُصى لجمال نظمها وحبكتها الرائعة حيث أنها قد اشتملت على وحدات قياسية لتجميع شتات النظر ولملمة متفرقاته فنحن بحاجة الى هذا النوع من الشعرالذي بمستطاعه أن يوجه الأنظار إلى بعض النظرات المنتقصة للمرأة وأن يزيل كل الترّهات التي لا أساس لها من الصحة إلا في مخيلة البعض وهم قلة ومنقرضة بإذن الله تعالى لأن الله كرّم المرأة أيّمَ تكريم فيكفيها هذا فخرا وزهوا وعزا وثقة بالله وبنفسها وهو أن خالقها قدكرّمها وأنصفها وأعطاها حقها ( ولقد كرّمنا بني آدم ) والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال ) فكل التحايا لك أيتها الشاعرة المبهرة الباهرة والساحرة بفنّك وروعتك وإبداعك المتناغم مع قمم الشموخ بكل فخر واسمحي لي أيضاً بأن أتطفل تطفلا إيجابيا للتجول داخل عالمك الإبداعي الفريد وأحاول أن أدرس هذه القصيدة التي أبهرتني غاية الإنبهار في المبنى والمعنى والأسلوب .! لقد سررت حقا بما قرأت وسأكون عند حسن ظنّك سيدتي الجميلة وسأكون من المتابعين لإنتاجك الفريد المنقطع النظير وفيض إحساسك العذب المنير وسأكون متابعا لمصنع حرفك من بداية مواده الخام النفيسه مرورا بعمليات إنتاجه وتخزينه وتوزيعه وبكل الألق الذي يحمل بصماتك وعلامتك التميزية المميزة المستقلة حقا إنك مذهلة إلى أبعد الحدود لأنك اختصرت واقع المرأة في كلمات رائعة سأكرر هذه الكلمات في دراستي عن قصيدتك هذه واسمحي لي أن أعرب مرة أخرى عن إعجابي بحرفك النابض بالحيوية والإبداع وعن اعتزازي بما تكتبين من شعر ٍ فريد .! يا معتقد فيني الجفـاء والقسـوه والله ما تدري وش اللـي فينـي هنا استهلت الشاعرة بحرف النداء ( الياء) وهو للفت الإنتباه أنتباه المنادى وهو الرجل ضمنيا وهذا مما يجعل المتلقي أو المستمع يتأهب لمعرفة الموضوع ثم استطردت الشاعرة نداءها لمن يظن ظنا يصل لدرجة الإعتقاد وهو أقصى درجات التأكد والإيمان إذ أن الإعتقاد يفيد التيقن من الشيء ألا وهو هنا في الشطر الأول الإعتقاد بما لا يدع مجالا للشك بأن المرأة تتصف بالجفاء والقسوة وقد يسأل سائل ومالفرق بين الجفاء والقسوة وهنا تظهر البلاغة الشعرية إذ أن الجفاء هو البُعد وعدم التواصل أما القسوة فتعني القرب مع المعاملة الخشنة والمنفّرة وهنا يكمن الإبداع في إنتقاء الكلمات المطلوب وصفها إذ أن المترادفات تعتبر حشوا لا يزيد المعنى ولا ينقصه ، ثم تكمل في الشطر الثاني من البيت أي في عجزه بقسم وتقسم بالله وهنا تأكيد على قول الحقيقة وتقول الشاعرة أنك أيها الرجل لا تعلم شيئا عمّا أحسه أو ما يدور في جوانحي وهذا تأكيد على أنك أيها الرجل قد ذهبت بعيدا في وصفك لي بأنني ذات جفاء وقسوة .! فيني العواطف والمحبـه صحـوه مستعمرة كل أجهـزة تكوينـي ثم تبدأ الشاعرة بتوصيف ما بها من صفات وسمات بشكل واضح وجلي وتقول بأن تحمل بين طياتها العواطف وهنا وُفقت الشاعرة توفيقا رائعاً وقد صدقت بذلك إذ أن المرأة عاطفية بطبعها وهذا مادلت عليه كل الدراسات السيكيولوجية ثم تحدد في قولها أنها محبة وكما هو معلوم أن الحب من أسمى المشاعر الإنسانية وتصف العواطف والمحبه بالصحوة أي بقصد وإصرار وتصويب وأن تلك الصفات قد استولت على كل ذرات كيانها.! وفيني المشاعر تستحث الخطـوه صوب العذوبه والصفاء كل حيني وهنا تقر الشاعرة بأن المشاعر لديها تتسارع فتحث المشي وهنا عبرت عنه بالخطوة كإنطلاقة ( الألف ميل يبدأ بخطوة ) ولكن نحو ماذا ؟ نحو العذوبة والصفاء في كل الأوقات .! وفيني أحاسيس الوفاء والنخـوه وألهام تفكيري وطفرت جينـي ثم تعود وتذكر من أحاسيسها بعض الصفات كالوفاء والتخوة وتفكيرها الملهم وتزايد جيناتها الولادة .! وفيني خفوق ٍ ذبذباتـه صفـوه للحب والإخلاص والتحسينـي وتذكر أنها تحوي قلب خفاق وأن ذبذباته وهنا استعملت ذبذبات بدلا من نبضات للتصوير البلاغي الشعري الرائع حيث أن الذبذبات صافية وهي الناقلة للأحاسيس كما تنقل الذبذبات الإذاعية الصوت والصورة بشكل واضح ومفهوم إلى الحب والإخلاص والتحسين المستمر ، لله درها .! وفيني البساطه في معالـي ربـوه تعطي المرح طابع لذيذ وزينـي وتستطرد بأن تحمل البسلطة وهو دليل التواضع بلا إذلال أو مذله حيث البساطة في العلو والإرتفاع كالربوة التي نراها مرتفعة ولكنها سهلة وبسيطة ولا تسبب المتاعب وأنها تعطي السعادة والفرح بصورة محببه ولذيذه للنفس وجميلة في ذات الوقت .! وفيني الأصاله والتبايـن نشـوه محمـودة الأبعـاد والتخمينـي وهنا نجد أن الشاعرة ذهبت إلى الأصالة وتعني بها العراقة مع التباين وأنه يحلق بالروح إلى مراتب النشوة حيث أن جميع الأبعاد والجهات والتخمينات تصب في أصالتها .! لو شدني منظر طبيعـي نحـوه أحسب حساب لخالقي ولدينـي وهنا تذكر نعمة البصر مع التذكير بأنها مؤمنة وتحسب لله ولدينها كل حساب وأن البصر إن نظر لشيء جميل سبح الله وهنا دور التفكر بخلق الله أو تغضه إن كان ذلك النظر يشدها إلى مفسدة أو أنه محرم ( غض البصر عن المحرمات ) .! حتى التسامح في كياني سطـوه ضد التعصب والحـوار الشينـي وتذكرهنا بأن التسامح مسيطر على كيانها بسطوته المحببة ضد التعصب بكافة أشكاله وضد الجدال الذي لا يأتي بخير .! والعز والناموس مصلـه نقـوه يمتاز بالقـوّه وبعـض اللينـي وتذكر في هذا البيت العز والناموس بأنه كالدواء والمصل نقي وصافي وأنه يتميز وينفرد بالقوة وبنفس الوقت باللين وهنا نجد أن الوسطية هي ما تتمتع به الشاعرة في منهجها ( لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتعصر ) وخير الأمور الوسط وفي هذا مذهب بلاغي جميل وهو الطباق أو المقابلة ( القوة واللين ) .! يا مستسيغ الظن هـذي كبـوه فبرك ملامحهـا هـوا مسكينـي وهنا تعود لذاك الصنف من الرجال والذي يظن بها الظن السيء وتعريه من ظنه بأنه مجرد كبوة والكبوة ليست قاعدة وأن من أدى به إلى هذا الظن ماهو إلا ترّهات وأهواء مسكين وهنا المسكين يعني قليل الفهم والإدراك وهذا تعبير بلاغي ( كناية ) .! محدوده آفاقـه ومشيّـه حبـوه ما يلتفت إلا يشـوف الطينـي وتستطرد بأن تفكيره أو مساحة أفاقه الفكرية محدودة وأنه يمشي كالذي يحبو وهذا دليل على تأخره وتخلفه وفي التفاتاته لا يرى إلا ما تحت نظره ألا وهو الطين ولا يرى أبعد من ذلك .! نصف الكره وأكثر جموع النسوه ومابه محـل إلا لهـن تدوينـي وهنا تذكر أن المرأة نصف المجتمع بل أنها تفوق الرجال عددا وهذا صحيح حسب التعدادات الدولية وأنهن قد احتللن مواقع مهمة وأن لهن بصمة واضحة في كل مجالات الحياة .! حنا حبانا الله بأعظـم عطـوه أقدامنـا مـن تحتهـا تأمينـي وهنا ترد الفضل لله سبحانه وتعالى وتعترف بالجميل بأن الله قد أعطاها أعظم عطاء ألا وهو ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) .فلله درها من شاعرة محنكة .! جنات عدن ٍ والرضاء والقـدوه لأجيال بعد أجيال عبر أسنينـي وهنا توضح ما عبرت عنه في البيت السابق وتضيف إلى الجنة أن ( رضى الله من رضى الوالدين ) ( أمك ثم أمك ثم أمك ) على طول المدى لى أن يرث الله الأرض ومن عليها .! الأم مدرسـة الحنـان ونـدوه في التربية والحـب والتدشينـي ثم تعود الشاعرة لتبين أن الأم مدرسة للحنان وهي كالندوة التي يجتمع فيها المتعلمون في التربية والحب والتأسيس .! ما همنا مـن ماخذتـه الغفـوه مبطي في أسباته وفـي التهوينـي وتذكر أنه لا يهم المرأة من غفل عن فضائلها وأنه مستغرق في نومه وسباته وغافل منذ أمد بعيد وهو يستهين بأمرها وأن ذلك لا يضيرها أو يضرها في شيء .! وما همنا من في دماغـه فجـوه الصدق يبطل علـة التخوينـي وتضيف أيضا حتى الجهلاء أو من أصاب عقله لوثة أو حمق وتذكر بأنه لا يصح إلا الصحيح مهما علت أصوات الخيانه .! نغرس محبتنـا بكلمـه حلـوه نروي مودتنـا بمـوق العينـي وهنا وصفت المحبة كالغرسة الندية الطرية والتي تكبر ثم تشجر وتتنامى إلى أن تثمر وأن المودة تروى بالدموع كناية عن التعب والكدح والمرض ، أسلوب بلاغي رائع .! ما نصفح أيدينا لأخذ الرشـوه فينا القناعه كبر جسر الصينـي وتضيف بأن الفساد المالي بعيد عند المرأة وهذا صحيح فكل جرائم الرشوة التي نسمع عنها ليست المرأة طرفا فيها بل الأغلبية الساحق هم من الرجال ، وذلك لأن المرأة تتصف بالقناعة وتشبه هذه البلاغة بحجمها بحجم سور الصين العظيم وهو كناية عن المنعة والصمود .! ودام الحقوق موثقـه والدعـوه فـي كـل تمهيداتهـا تعنينـي وتفيد بأن مادام هناك من يصون الحقوق بمواثيق وعهود وهو ما تقوم به هيئات من ضمنها حقوق المرأة المصانة بالإسلام أولا ثم بالهيئات المدنية كحقوق المرأة والطفل وحقوق الإنسان وغيرها فهذا الأمر يعنيها ويهمها.! بمشي وراسي فوق رغم الغطـوه وما يكتبه لي رازقـي يكفينـي لذا فإنها ستمضي حياتها رافعة لهامتها رغم غطاءها الذي يستهجنه عديمي العقل وتقر بأن الرزق من الله وهي مقتنعة به ( القناعة كنز لا يفنى ) .! وبرفع تراتيل الدعاء في خلـوه يا خالقي عمّن سِـواك أغنينـي وتختم هذه الفارهة بالإبتهال والدعاء في خلوتها بلا رياء ولا سمعة ولا يسمعها إلا الله جل في علاه وتطلبه بأن يغنيها عن خلقه .( اللهم أغنني بفضلك عمّن سواك ) وهذا دعاء مأثور ، وخير ما ختمت به تلك السلطانة الشاعرة ، فلله درها وصح قلبها ولسانها ..! عزيزتي الشاعرة السلطانه لله درك ما أروعك وما أروع حرفك صح لسانك وسلم بنانك يا مبدعه كل الود والورد لك ، وعفوا على الإطالة .! جوهر الراوي |