الموضوع: تناسيت الوعد
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2013, 01:40 PM   رقم المشاركة : [9 (permalink)]
المراقب
شامخ نشيط
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

المراقب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تناسيت الوعد

قصيدة مفعمة بالجمال والتراكيب اللفظية والصيغ البلاغية البديعة
وإذا ولجنا في بستان القصيدة فإننا نجد أن الصور الشعرية هنا تخذل المعايير
التقليدية وتشاكس المتواضع عليها استعارة ووصفاً وتصويرا ......
"تغيب وصدر أوجاعي حضن نفس الوعود العام "
فالوصف هنا خرج عن قاعدة "غيابك هيّض اوجاعي" أو "يا مخلف الوعود"
ذلك أن الشاعره حاولت أن ترتفع بالمعطى الواقعي الى ارتقاء تعبيري سامق
فتنسب الخبر على ذمة وعود سابقة (نبي نرجع ) ضمير المتكلم بصيغة الجمع
(غداً أجمل )(تبي ترجع ) مخاطب مفرد مذكر لتكون هنا الحيادية كي لا تصدم
الطرف الآخر ولا تحرجه إلا بتوضيح مباشر في الأخير وهذا الرقي التعبيري "
على ذمّة .. نبي نرجع ..رحلنا والرجوع أوهام
.....................................غريب ان الوهم أثّر على معظم قراراتك
وعلى ذمّة غدآ أجمل ..بلا رهبة ولااستسلام
....................................... رسمنا كم ألف بكره ولكن أجمله فاتك
كتبنا موعد رجوعك قصيد وجفّت الأقلام
................................... وعلى ذمّة تبي ترجع .. يعيد الهجر طعناتك
أصبح محققاً زخماً شعورياً لذيذاً يتجاوز المتوقع، ويلج فضاءً جديداً
يقود القصيدة الى أن تتبنى أطراً تعبيرية تمتاز بالبلاغة والصور البلاغية
وتبتعد عن الصور الجاهزة والتقليدية.
تشتغل احلام مؤجله ، في مشروعها الشعري،على أنسنةِ المحيط،
فهي تحاور الأجزاء وتستنطق التفاصيل، محاولة ترسيخ علاقات جديدة
مع الأشياء من حولها بجزئياتها لتصل للكليات ، علها تبتكر عالمها الإنساني المفتقد
فالأمل الضائع. أنسنة التفاصيل عندها هي بحثُ عن ملاذٍ روحي يكسر سطوة
الزمن المستقبلي وجفاف الوهم الإنساني..
سيكون من المفيد هنا الإشارة الى ريادة واضحة للشاعرة في ضرب جديد من ضروب
الشعر الشعبي أو النبطي ، تلك هي القصيدة المستديرة ، فهذه القصيدة تتمرد على
تقاليد القصيدة الشعبية المحكومة بأطر معينة، ولا تتردد ـ القصيدة المستديرة ـ
في الإفادة من فنون أخرى كالأسلوب السردي والتناغم اللوني، فلنأخذ مقطعاً
من هذه القصيدة التي كتبتها "
وعلى ذمّة غدآ أجمل ..بلا رهبة ولااستسلام
....................................... رسمنا كم ألف بكره ولكن أجمله فاتك
تهزّ أغصان أحلامي طيوف وطيبات أنسام
..................................... تحرك ساكن الذكرى تحنّ لبعض لفتاتك
عصافير الحنين اللي غفت في سالف الأيام
........................................ تطير تدور أعشاشك تقابلها بخيباتك
مكتوبة بإيقاع دائري، هي حركة ديناميكية متناغمة ومحسوبة الوقع، ذات نفس
واحد متصل، تتظافرُ فيها الأبعاد التشكيلية للمحيط مع الهواجس النفسية للشاعرة.
فهذه القصيدة المستديرة والمكتوبة في وقتٍ لحظي نسبيا، توسلت أسلوباً سردياً
رشيقاً وهادئاً، لكنه مشحون بتوتر درامي متصاعد ينسجم
تماماً مع طريقة السرد الواطئة النبرة، المحتشدة بالصور الأخاذة المعبرة.
وهي في هذه القصيدة تسحبُ الحُلمَ الى الواقع ويحول التفاصيل المكونة
للمكان (الساكنة والمتحركة، المرئية وغير المرئية، المعقولة وغير المعقولة)
الى عوامل متفاعلة قامت، جميعها، بمنحنا حالة اللايقين اللذيذة إزاءها
فهل هي حلم استحال الى واقع أم هي الواقع في هيأة حلم مذبوح الذروة؟!
وهي في استدارتها نستطيع أن نقرأها من البداية للنهاية ومن ثم من النهاية
للبداية دون أن يختل المعنى أو يختلف المبنى وهنا معنى القصيدة المستديره
أي مثل الدائرة من حيث تبدأ هو أولها كما تشاء وكيفما تشاء ولعل "تناسيت الوعد"
بحسها التجديدي الواضح تُشكلُ إضافة مهمة لتراث القصيدة النبطية
الحديثة ونقلة نوعية في نتاج الشاعرة.

شكرا لهذا الإبداع الجميل والزخم الشعري الوفير .!

توقيع - المراقب

سعدت بوجودك وأطربنـي الـرد=وإطراءك أستاذي وسام وعلامـه
في دربي الشعري وبصمه على يد=حظي ومنظومة حروفـي أمامـه
متلعثمه ما تدري اشلـون تعتـد=توفي حضور ٍ مثل وبل الغمامـه
شهادة ٍ أفخر بها حيـل وانشّـد=نحو التقدم والرقـي والفخامـه
جدائل التقديـر والشكـر تمتـد=بأرجا الوسيعه تنتشر بالسلامـه
وتلبس اغصان الوفاء عاطر الود=وباقة ورود تليق بأهل الشهامـه
حي " المراقب " حي ملفاه عن جد=أنشهد أنه كفـو عـز وكرامـه
صح لسانك الشاعرة المبدعة السلطانه
  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1