من القلب الموجوع استهلالاً
ومروراً بالدموع
ومن ثم الإنعطاف إلى سرد الحكاية بالتفصيل
نجد هنا الكاتبة رهف الأنصاري
تتخذ أسلوب السرد القصصي
ولا غرابة في ذلك
فهي في الأصل قاصة وروائية
وهذا النهج من أسلوبها
ولكن هذه المرة
أتى السرد على قالب شعري بديع
فقد جعلت السرد مطروقا
أي طرقته شعرا
وهذا يسمى الشعر القصصي
وكذلك نجد الكاتبة ولنقل إن جاز التعبير
من خلال هذا النص الشاعرة رهف
قد مزجت بين اللغة العربية الفصحى والعامية
فأنتجت نصا ذا رونق خاص
وكأن اللغة قد تقلدت وشاحا مرصعا بالجواهر والدرر
وعندما نتعمق بالنص نجد الكاتبة قد اتخذت وانتهجت
أسلوبا بلاغيا غاية في الروعة والجمال حينما استخدمت
الكناية والإستعارة التمثيلية في بث الحياة في القلب
والدموع فقامت بأنسنتها أي بجعلها كالإنسان تحكي
نيابة عنها وتسرد لنا الحكاية عوضا عنها ككاتبة
وهذا أسلوب بليغ وبيان بديع في الحبكة الشعرية القصصية
على وجه الخصوص .!
ومن ناحية أخرى جعلت النص ينحى منحى التحاور بين شخصين
وكأنها تروي لنا قصتهما وما جرى من أحداث درامية بينهما
وما كان من عهود وقسم وسعادة وحزن وهنا نجد الطباق والمقابلة
وكذلك التورية والجناس والأنسنة وذلك بتصوير الحزن يشق طريقه للقلب
وأن المشاعر أصبحت بحرا متلاطم الأمواج وما إلى ذلك من الصور البديعة
والتي تنم عن قدرة فائقة على الحبكة الفنية وجذب المتلقي إلى فحوى
الصورة الشعرية بطريقة غير مصطنعة بل جاءت كما أسلفت ترصيعا لغويا
بسهولة اللفظ وتقريب المعنى بطريقة محببة وتبعث على اشعال الخيال
بدون عناء أو مشقة .!
وتأتي الخاتمة عطفا على أول الإستهلالة
ولكن كان القلب مكسورا
وكانت الإستهلالة بقلب موجوع
فهنا أتى الإنكسار وهو من مضاعفات الوجع
و:انها تريد أن تقول لنا بأن القلب الموجوع
بعد هذه الصدمة القوية والمؤلمة قد انكسر
والكسر قد لا يجبر بينما الوجع قد يزول ويذهب
عن القلب ، وكذلك نجد الدموع في الخاتمة
قد أصبحت بحورا وهي كناية عن كثرتها وغزارتها
بينما في المقدمة كانت تملأ العيون فقط .!
وما بين الإستهلال والتجوال والإنتهاء
نجد الروعة والجمال في المعنى والمبنى
كل هذا بسرد متسلسل ومنطقي وسلس
يشد المتلقي إلى النص ويتذوق معانيه وألفاظه وفحواه.!
لله درك أيتها الكاتبة الشعرية والقاصة الروائية المتمكنة
من عنان الكتابة بكل اتقان .!
رهف الأنصاري
لك مني الشكر الجزيل على تلبية طلبي
بوضعك هذه الدرة الثمينة في متصفح مستقل
لأنني عندما قرأتها من ضمن ركنك الذي كانت به
قلت في نفسي يجب أن تكون مستقلة لأرد عليها
وها أنت ذي تلبين الطلب ، فلك مني الشكر الجزيل
كل الود والورد لك
وننتظر المزيد من هذا الأدب الفريد ... !
’،
جوهر الراوي