يحكى أنه في إحدى غابات الصين شجرة يقال أنها عاشت مئات السنين
وقد أضحت من أعظم الأشجار وأطولها وقد واجهت على مدى مئات
الأعوام جملة من المصاعب. حيث الرياح العاتية والعواصف المدمرة
والصواعق الحارقة، وبالرغم من كل هذه الكوارث بقيت صامدة واقفة
بكل شموخ وكبرياء..كالجبل الأشم وكالطود الثابت لم يتحرك لها غصن
ولم يتزحزح فيها جذر ،ثم فجأة ..قوبلت بهجوم ضار من صغار الحشرات
وهوام الأرض فلم تزل بها نخرا وقرضا حتى نالت منها واسقطتها !
وكثير من البشر حاله كما هو حال الشجرة ثابتا صلبا شامخا أمام عظيم
المصائب وجليل الرزايا ولكنه وبكل ببساطة تراه يستدرج من قبل توافه
الأمور وصغائرها حتى تقضي على راحته وتجهز على سعادته..!!