الإخلاص في اللغة : يقال خلص الشيء خلوصا وخلاصا أي صفى وزالت عنه الشوائب ، فكلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء ، والشيء الخالص هو الشيء الصافي الذي ليست فيه شائبة مادية أو معنوية .
الإخلاص في الاصطلاح : ضد الرياء ، ويعني تطهير القلب وتجريد القصد ( النية ) من الشوائب المكدرة لصفائه ، فيكون الهدف في دائرة الفكر والعمل هو الله جل جلاله وحده لا شريك له .
كنت في التعليم حتى الشهادة الثانوية أحبُّ الإنجليزية وأفضِّلها على غيرها من المواد لدرجة أننى كنت أعطي زملائي دروسا خاصة في بيتى على سبورة متواضعة في هذه المادة , وأمَّا اللغة العربية فكانت كباقي المواد التى قد أحصل فيها على خمس وثلاثين من أربعين , وفجأة رزقنى الله بمعلِّم في الشَّهادة الثانوية - يعمل الآن موجِّها عامّا للغة العربية متَّعه الله بكامل الصِّحة وموفور السَّعادة – رُزق قلبا تقيًّا نقيا , وروحا شفَّافة , وإخلاصا غيرَ محدود , وكان يُعنى بالناحية التطبيقية بخلاف غيره من أساتذة اللغة العربية الذين كان همُّهم تسجيلَ القاعدة على السبورة , وكان من إخلاصه أنه طيب اللسان يرغِّب طلابَه في اللغة العربية , وكان حينما يدخل الفصل لا يُمسك عصا كسائر المدرسين , بل بالعكس كان كلّ حصة يفتح البابَ على مصراعيه ويقول من أردا الخروج فليتفضَّل ولن أغيِّبه , والذي كان يحدث هو عكس ما يقول تأتي الطلاب أفواجا وجماعات لتحضرَ حصته , فالفصل كان الطلاب المقيدون به ثلاثين , كان يمكن أن يصل في حصته بالذَات إلى سبعين طالب , كنا في الشهادة الثانوية فصلين , فكان كثير من الطلاب يتركون حصصهم ويأتون إلى هذا العالم الذي أسألكم الآن أن تتوجهوا له بالدعاء معي ويُدعى الأستاذ / أحمد سوري الجنسية حفظه الله من كلِّ سوء ومكروه, وسدَّد على طريق الخير خطاه ورحمه حيا وميتا , وحفِظ ذريتَه ورزقهم إخلاصَ مَنْ يقومون بتعليمهم آمين .فكان سببا في تركي ما كنت أفكر فيه وهو كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية , واتِّجاهي إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية .
وأمّا عن أساتذة الجامعة فإنني أحتاج إلى مجلدات لأسجل فيه تفانيهم وإخلاصَهم من أجل الأخذ بيد طلابهم إلى طريق النجاح.
رحِم الله مَن فارقوا الحياة رحمة واسعة وأسكنهم فسح جنّاته , ورزقهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصدّيقين والشُّهداء والصالحين , حسُن أولئك رفيقا , وأطال في عمر مَن هم على قيد الحياة , ورزقهم الصِّحة والعافية , وبارك لهم في ذريتهم . قال تعالى : "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "
وقال سبحانه :" وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ "
رزقنا الله إخلاصا في القول و العمل , وجعلنا ممَّن يبشرون لا ينفِّرون , ورزقنا بعلم العلماء , وشهادة الشُّهداء , وتقوى الأتقياء , إنَّه سبحانه نِعْم المولى ونِعْم النَّصيرُ , وبالإجابة جدير .