ها أنا ذا قد عدتُ بعدما جُبْتُ العالم َ
شرقه وغربه شماله وجنوبه
وقد سلكت كل السُّبل وشتّى الطرقات
وما تركتُ طريقاً إلا وطرقتُها
ومررتُ فوق أرصفتها وذرات أتربتها
عانيت الأمرّين وواجهتُ الأشرّين
عانقتُ الأمل دونما ملل
ولعقتُ الصبر حتى أصابتني العلل
وقلّما اختلجني اليأس والإحباط
لأن الإصرار والتصميم
كانا جناحاي اللذان أطير بهما في البحث عنك.!
يلفحني برد الهجر
فألتحلف بغطاء الذكريات الجميلة الدافئة
فيتصبب قلبي المتلهف إلى لقياك عرقا وقد تسارعت نبضاته النابضة بحبك .!
أبحلق في الأفق البعيد فتهطل سماء عيناي بمطرٍ غزير ينم عن شوق منعدم النظير
تتجمع من حولي كل الأفكار بشتى ألوانها الباردة والحارة
وكأنها شعبٌ يهتف بالخلود لحاكمه المحبوب !!
تارةً أجد نفسي مبعثرا بين متاهات الطريق
فألملمها كما يلملم ذاك الرجل خرزات مسبحته
التي انقطع خيطها
على أرض ٍ رخامية ملساء .!
وتارةً أجد نفسي صامداً
كركنٍ شديد لا تهزه الرياح
يعتريني الألم فلا أستطيع الصراخ
إلا بكلمات وتمتمات تخرج كالأنين .!
ويغشاني تعبُ وكأني عاملٌ في محجر .!
ورغم تلك الرحله الصعبة والمعاناة الرحبه
إلا أنني ما يئست ولن أيأس بإذن ربي المعين

’،
جوهر الراوي