عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 02-26-2013, 02:33 AM

فتاة الرمال

مشرفة منتدى الخواطر والنثر

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  فتاة الرمال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي



 
افتراضي الى أسرى الحرية...








أسرى الحرية...

الى أسرى الحرية...


مهداة الى:
روح الشهيد الأسير ياسر جردات....
الى أسرى الحرية في بلادنا ....الشهداء الاحياء ..!!
من نسيناهم ونحن نعد حصيلة شهدائنا فسطر التاريخ أسماؤهم بماء من ذهب

ليس خيالا...ليس ترفيها...
_1_

اعتقال
هي الثالثة صباحا..لم تجد العائلة البسيطة نفسها الا تحت فوهات البنادق....
لم تعطى الزوجة الطاهرة وقتا لتغطية جسدها الا ثياب صلاة اعتادت ان تضعها بقربها...!!
بدأ الاطفال بالبكاء....انهم ضيوف ياأبنائي...فلا عليكم..!!
هكذا قالها أحمد لأبنائه مرتجفا في قرارة قلبه....
فهو لم يسبق له أن قام برفع صوته الا عندما يقف في الزحام ليحضر رغيف الخبز!!
يقلب البيت رأسا على عقب...ويكسر الأثاث...!!
احمد : عن ماذا تبحثون ...؟؟لاأملك سلاحا...ليس لدي ثوار..؟؟أرجوكم انهم أطفال....
لم يقطع حديث أحمد سوى صوت ارتطام رأس ولده بالأرض...
رضى...بني...!! لم يكن ذنب طفله ذو الخمسة أعوام..
سوى أنه حاول سحب مسدسه الخشبي من تحت نعل أحدهم..
كم كان رحيما ذاك الاّدمي!! ضربة واحدة بأسفل سلاحه كانت كفيلة بانهاء طلبه الأخير باستعادة لعبته..!!
أحمد: أرجوكم أطفالي...!! رضى...
تذهب صرخاته أدراج الرياح وهو يكبل وتعصب عينيه..!!
أحمد مخنوقا بدموعه: أجبني يارضى....!!مايا ...صغيرتي ...أين أنت..؟؟
لم تعلم مايا ذات العام اليتيم ....لماذا وضعها ذاك الغريب على ركبته
الزوجة في عويل :طفلتي أرجوك..
أحمد: ماذا يحدث برب السماء...(حمدا لله انك معصوب العينين ايها البائس...)
كانت كبقية أطفالكم تخشى الغرباء...تريد العودة الى حضن والدتها الدافئ...!!
فبدأت بالبكاء....ماما....!!لم تسمح لها الحياة بتعلم كلمة أخرى...!!
ما....بكاء.......ما.....!!! لتبدأ سكين عفنة تحز عنقها الأبيض الصغير.....
أحمد مكبلا معصوب العينين: أم رضى ...أخبريني ماذا يجري ..؟؟أنتبهي لمايا...!!
تغيب الام عن وعيها للحظات تستيقظ بعدها على وحوش يعرونها من ثيابها....
ليمتلئ جسدها الطاهر...بقذاراتهم ...بلعابهم وكانهم وحوش من عالم الشياطيين....!!!
حاول أحمد النهوض فسارعت اليه عصيهم الكهربائية لترديه أرضا....
الضابط: يالها من فاتنة...!!
صراخ....بكاء.....نحيب
صمت قاتل...
لا يدري أحمد لماذا توقفت زوجته عن الصراخ....فضربة أخرى على رأسه تفقده الوعي.....

_2_
في غرفة التحقيق....
هنا ..لا مكان للأسئلة...لا مكان للاجابة...!! على بساط الريح يمدد سالم...ذو الثلا ثين عاما يعلو صوته ألما..

صوت ( ماذا تراك فعلت....ايها البائس...!!أتراك نيرون الذي أحرق روما..! )

هو لايعلم تهمته بعد...! كل مايعلمه أحمد أن أجزاء جسده تكاد تفصل عن بعضها على هذا الاختراع البشري..!!
على مقربة منه كان شخص اّخر لايعلم عنه شيئا الا أنه كان يقاسمه الألم على كرسي كهربائي ...
واّحر هناك في غرفة أخرى...يرجوهم: أن كفى هذا عرضي...!!
دخل الضابط يجر أمامه فتى لم يتجاوز العشرين ربيعا....
أحمد : تبا له انه ذات الصوت ( تعرف أحمد على صوته رغم عينيه المغمضتين)
الضابط بحدة:جميعهم أرضا...
صوت (...ذنبك يابني أنك رقعت رأسك ذات يوم...!!)
الضابط : أحضرو الزيت المغلي...
أحمد محدثا نفسه...: لا بد انه يحاول اخافته فقط....
الضابط : اين هم...؟؟
الفتى : لا أعلم..
الضابط متوعدا : ستحرق ....!! هيا تكلم...
الفتى : ...صمت...
لم يكن أحد ليصدق...لولا أن اشتد الصراخ واشتم الرفاق رائحة الجسد المحروق

صمت ثقيل لا يقطعه سوى أصوات نعالهم العسكرية...

أخبروني أنه قد جاء وقت استراحتي...فرددت في نفسي حمدا لله قد أنهيت التحقيق..
صوت ( يالك من ساذج ..أيها البائس..!!)
أدخلوه الى التابوت ( زنزانة لا يستطيع فبها السجين سوى الوقوف ورأسه يلامس السقف )
أحمد : أريد قضاء حاجتي...أرجوكم...!!

ساعات مرت دون أن يستجيب أحد...!!!
يفقد أحمد السيطرة على أعضائه المنهكة أصلا من شدة التعذيب....!! تجمدت الدماء في قدميه...فهو لا يستطيع حتى القرفصاء...!!
صوت ( اي سادية تلك التي تسير رؤوسكم القذرة ياأبناء الخطيئة..!)

اشتدت رائحة الغائط فاقترب الضابط مشمئزا من فتحة الزنزانة...
الضابط : هيا ..قد حان وقت الصلاة...أبدأ بالصلاة ...!!! (متهكما ) انها الجنة...!! انظر انهار عدن تحت قدميك...!!
يتعرف أحمد على هذا الصوت... انه ذات الضابط اللعين ....!!
يستذكر أحمد صراخ زوجته ...بكاء طفليه...يستذكر رائحة الجسد المحروق...!!!
يرفع عينيه...ودون أن يدرك تبعات ما فعله...يملئ وجه الخنزير ذاك بالبصاق..!!
الضابط: ستتمنى الموت ياابن العاهرة ..._مناديا الجنود_ انه لي ...هيا الى الاسفل ايها الحقير...

... ابتسم أحمد...!!! الاّن هو يعرف تهمته...!!!

اقتادوه الى غرفة تفوح منها رائحة الموت...وتملؤها الدماء...
الضابط : يا ابن الساقطة...!!!
أ صمت ...ينظر أحمد بكبرياء في عيني جلاده...
كهرباء..جلد...حرق...شبح ...( أحد طرق التعذيب..!)

ساعات مرت!! كان يزداد الضابط حنقا ...فأحمد لا يطلب الرحمة...!!! لا ييستجدي الحياة...
....لا دموع ...لا صراخ ....لا بكاء...!!!
الضابط صارخا: جردوه من ثيابه...!!
بدأت عصيهم الغليظة تملؤ بالدماء....وهم ينتهكون عرضه...!!!
لا شيء يسمع هنا سوى ضحكات يستوقفها بين الفينة والأخرى أنين يملؤه العزة....!!
صوت ( صبرا ايها البطل ....لم يتبق الكثير...!!)
حاول أحمد ان يرفع راسه..ليجد الحذاء العسكري يشق فكيه....
ساد صمت أرعب خفافيش الظلام ...
أحدهم مرتجفا : لقد مات...
خفاش اّخر : ليس بعد...
الضابط : أحضروا الطبيب....
الطبيب مذهولا : سيدي انه يحتضر...!!
الضابط يبصق على أحمد : هي نوبة قلبية...!!
الطبيب:........اااااااا ...لكن ..!!
الضابط بغضب : هل من مشكلة..؟؟؟
الطبيب خائفا : كلا ياسيدي...ن..و ..ب...
ودون ان يكمل جملته المتلعثمة بضمير الانسانية المتحجر ...انصرف الطبيب ...!!
الضابط: انتظر ..هل يسمعني
الطبيب : أجل ياسيدي ...لم يمت بعد
يخرج الطبيب...
الضابط هامسا في اذن أحمد....: كم جميلة تلك الشامة في صدر زوجتك...
.... ضحك......
الضابط هامسا من جديد : ذبحنا مايا ....قتلنا رضى....!!!!
ضحكات ...ضحكات..
صوت ( صبرا ايها الشجاع ....لا تبك الاّن ...انه خائف منك...!!)
يعلو وجه أحمد ابتسامة غريبة...
خوف ...صمت...همسات ...
الضابط خائفا : خذوه الى زنزانته...
_ 3_
في الزنزانة
مسجى على الارض عاريا من الثياب...كان أحمد...
وكأن السماء أبت الا ان تجعل من دماءه الزكية ثايبا ملكية تليق بلحظة النصر...!!!

كان الظلام شديدا ...يغمض أحمد عينيه...
صوت( هيا قد حان الوقت....انه أذان الفجر...!! )
أحمد : رضى بني ....
طيف أبيض ....:هيا معي ياابتاه... ان امي ومايا بانتظارنا هناك....
تبدأ جدران الزنزانة بالاتساع .... ويمتلئ المكان بصلوات ليست كصلوات هذا العالم...
يحاول أحمد ان يفتح عينيه.... فاذا به يسمع الاّذان...
الله أكبر ...الله اكبر...
أحمد مبتسما : حان وقت الصلاة....!
يغلق أحمد عينيه للمرة الاخيرة مرددا ...الله أكبر الله اكبر...
صوت ( صدقت يا أحمد انه وقت الصلاة...انه الفجريأتي ليعلن.. قدوم شمس حرية لن تغيب!!!)

.... تمت بحمد الله...

أعتذر اليكم ايها الشهداء الاحياء ...اعذرو اضعف قلمي ...فما كتبت ليس الا صرخة خجولة في بحر اأااهاتكم...!!
يموت قلمي.. ويبقى الوطن...

بدماء قلم فتاة الرمال




hgn Hsvn hgpvdm>>> gavp hgpvdm>>>

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : فتاة الرمال - القسم : منتدى القصص والروايات
- رابط الموضوع الأصلي : الى أسرى الحرية...


التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى الغالي ; 02-26-2013 الساعة 07:05 AM,
رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1