تتمة..حب أم حاجة؟؟ غادر النبيل شطاّني بسفينته دونما وداع....عذرا فهو مولاي
بنشوة عشتار...اّلهة الحب ..تتجسد في ذاتي...أبحث عنه...انه لا زال هنا
لا زال على شاطئي..قرب سفينته الغارقة في رمالي..سأخبره بأنني تركت
بحر الحيرة...وهجرت عالم الأوهام...فقد أيقنت أن مافي أعمافي ..لم يكن
حاجة عابرة...بل كان قدرا خطته يد السماء..ونحن لا نزال في رحم ماقبل الحياة
اتجهت نحوه بخطوات يملؤها اليقين بقدريته في عالمي...وبدموع تملؤها الفرحة
اتجهت نحوه...كانت فرحتي تشبه فرحة طفل أضاع والدته في الزحام..فاجتاحته
مشاعر الخوف والغربة والضياع...حتى اذا مالقيها..ارتمى باكيا..ضاحكا بين ذراعيها!!
فهو لم يعرف الأمان الا في ذاك المكان القريب من أنفاسها...الملتصق بجسدها..
ذهبت اليه بدموع غريب...طال اشتياقه لأرض الوطن...فكانت ساعة ماقبل الوصول ..تعدل
كل سنين الغربة بطولها...!! سأخبره حالما أصل اليه ...أن يسمح لي بالسجود على تراب
قدميه..........فانني الغريب الذي طالت غربته...وانه الوطن...!! ولكن ماذا تفعل مولاي...؟؟؟
أتراه ..يرفع المرسى...ويعتزم الرحيل...!!؟؟اقتربت منه أكثر...انني هنا...ماذا تراك تفعل؟!!
حبيبتي...عذرا من سحر عينيك....ولكنه القدر
أنت لست قدري..!!عذرا اليك...فلست من يبني قصري على الرمال..
سيدي..سيد قصري ورمالي..عن أي الأقدار تتحدث؟؟؟ رويدك...مولاي!! عبثا كنت أحاول
اخباره بأني فتاته منذ قبل الأزل...ولست من شطر القلب نصفين...فوضع نصفا في جسدي
والنصف الاّخر في جسده....فلن ينبض القلب بسر الحياة الا باتحاد نصفيه...!! وللمرة الأولى مذ
عرفته..أتجاوز خجلي ..وأحاول النظر في عمق عينيه...عله يتذكرني...!أتراها ملامح البشر ..منعتك
من التعرف على ملامح فتاتك التي أمرتها..بانتظارك..!! حاولت النظر في عينيه أكثر ..لعله يستشف
ذاته في ذاتي...فيعزف عن الرحيل...!!
رحماك ربي..ماذا أرى..؟؟
أي امرأة تلك التي تسكن عينيه...!! أي قصر حجري...ذاك الذي تسكنه....!!! أرجوك..لا تشح بناظريك
(سيدتي..!)..لا ...أرجوك ..كف عن الكلام...!
أضع وجهه بين يدي...هلا نظرت الي؟؟؟..ماأروع القصر..!!وكأنه يضرب جذوره في أعماق الأرض...كم
فاتنة..هي أميرتك!!كم تبهرني جواهر الواقع التي تزين جيدها..!! يكسوها لحم ودماء...ليست رملية
مثلي..!! انتهى وقت الكلام....ودخلنا سويا عالم الصمت..في لحظة الوداع...!!
بدأت ذرات رمالي..تذوب بحرارة الدماء على وجنتي...بصمت نزفت الدماء من عيني ..من جسدي وهو
يغادر بسفينته..نحو تلك البلاد البعيدة عن عالم البحار...!!غادر شاطئي..بدأ يبحر بعيدا..دون أن يعلم أن
روحي قد غادرتني اليه..وهو يتجه نحو ذلك القصر الحجري...!! غاب في الأفق ..دون أن يعلم أنه أخذ
مني رغما عنه سر الحياة..!! دخلت قصري الرملي...لا أملك من العالم الا هذا الجسد الرملي الواهن..
..لقد أتى...انه البحر بمده وجزره...
أتى ليهدم قصري..ويبعثر جسدي ...!! ينعدم وجودي...وتختفي ملامحي ..وأنا أتوحد مع رمال الشاطئ..
ومن قلب الرمال..يتردد الصدى..: أياروحي لازميه...توحدي فيه...كوني حارسة عليه...فداء لروحه..!
فان لم تكن قدري...فانت اختياري...
يتردد صوت القدر في السماء
مولاها.......سيد بحرها ورمالها...ان مارحلت اليه كان الاختيار..أما فتاة الرمال...
لا تزال في حياتك القدر |
بقلمي
فتاة الرمال |
جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
فتاة الرمال - القسم :
منتدى الخواطر والنثر - رابط الموضوع الأصلي : تتمة..حب أم حاجة؟؟
التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى الغالي ; 02-11-2013 الساعة 02:00 AM,
|