أين أنت الاّن.....؟؟
بحثت عنك في كل مكان...فلم أجدك....أضناني الشوق اليك...
أمرضني برد الشتاء...وعبثا كنت أبحث عن الدفء في عينيك....فأين أنت...!!كم
اشتقت الى سترتك القديمة,تنزعها عن كتفيك...وتلفني بها فأشعر بدفء ذراعيك
قبل أن أشعر بدفء السترة السوداء..أتذكرها؟؟
أضناني التعب من كثرة البحث عنك في شوارع المدينة ...في المقاهي..
...في أرجاء الكون.........في أعين العذارى...فلم أجدك....!!
لن أعثر عليه...قد غادرني ...دونما وداع....!! حاملة جراحي النازفة...عدت أدراجي ...
وتركت لقدماي المثقلتان بالتعب...مهمة القيادة.......!
كيف وصلت الى هنا؟؟؟ماهذا المكان الغريب!!تخونني قدماي فأسقط أرضا
وتملئني الدموع.....أجل....قد تذكرت ...فهناك على ذلك الكرسي كان
لقائنا الأول....وهناك بقرب شجرة الياسمين...أقسم لي باني عشقه
الأبدي...وهناك ...أجل هناك...أخذ العهد أمامي..أن يدوم قربه مادامت
الحياة.......!!!! تغطي وجنتي الباردتين دموع جليدية...تزيد روحي تجمدا يوقف
قلبي عن العمل ...وعيناي عن النظر....وقدماي عن النهوض........
أحبو بأتجاه شجرة الياسمين.......استند بظهري عليها...فيرجع رأسي دونما ارادة
مني الى الوراء...أتجه بعيني المحمرتين نحو السماء...فأسمع صوتا غريبا يأتيني
من الخلف....!!هل جننت..؟؟ من ذا يحدثني...ولا أحد سواي هنا...!!
ويعود الصوت مرة أخرى ...:أن هيا يافتاتي...أغمضي عينيك...
ياالاهي انه جذع الياسمين....!!.... مسلوبة الارادة...أغمضت عيني...لقد رأيته
بسترته القديمة,,,بدفء عينيه....بابتسامته الهادئة ....لقد وجدته...
اي حمقاء انت يافتاة....تبحثين في أرجاء الأرض عن طيفه...وهو يسكن في
أعماق ذاتك....انه هنا....انه هنا........لقد وجدته...
لم يطل انتظاري.....حتى سار الدفء في أشلاء جسدي النحيل...
ليعاودني الصوت مرة أخرى:أن أغمضي عينيك يافتاتي...
كم ألفت هذا الصوت!!...ودونما اعتراض...أغمض بقوة أكبر....
.............لاراه مرة أخرى قادمامن بين الذكريات...
اشعر بأنفاسه تلامس شغاف قلبي...وهو يهمس في أذني
أحبك....أغمضي عينيك....هيا يافتاتي :اني هنا...
ومن بين الدموع ترتسم ابتسامة.خجولة....قد جننت!!
أحبكي .لدرجة الثمالة......أدمنت عليكي...مجنون أنا بملاكي يمشي
على الأرض......!!أحاول أن أفتح عيني...فيأتيني الصوت من أعماقي..:
هيا يافتاتي...أغمضي عينيك أكثر ...فأنا هنا...
ويعود ليهمس في أذني..:احبكي دون سواك..فأنت لي كل النساء...وكل الأنوثة
والكبرياء...ولسحر عينيك ..قد أعلنت الولاء...
وعلى ترانيم الصوت الدافئ...أغرق في النوم كما الطفل المنهك من كثرة اللعب....يرمي
بنفسه في حضن والدته...رميت برأسي على جذع الياسمين....ونمت كما لم أنم من قبل
يملئني دفء الدنيا وانا أشعر بطيفه يخرج من أعماقي ليجفف الدموع عن وجنتي...
................................ كم رائع أنت ايها الجنون............
ومع قطرات الندى...تتساقط من أوراق الياسمين على وجنتي...أحاول أن أفتح عيني فقد
رضيت بقسط من الجنون ليلة أمس ولا بد من الاستيقاظ الاّن.............
. .............يااله السماء.............برب الكون ...أخبروني هل حقا جننت؟؟؟؟
انه هنا....ليس حلما....على كتفه كان رأسي....وعلى كتفي لا تزال سترته..........؟؟
منذ متى وانت هنا؟؟؟ ومن ذا كان معي الليلة؟؟ أطيفك المجنون الساكن في
أعماقي......أم تراه أنت؟؟؟من منكما أغمض عيني؟؟يارحمة السماء رفقا بقلب
أضناه الألم........
تجتاحني لحظات الذهول....تملئني دموع الحيرة....واشعر بالشلل
يسري في أعضائي......
أشعر به يتجه نحوي....يرفع وجهي بين يديه....ينظر في عيني....يمسح بأنامله الدافئة
دموعي....أحاول النطق فلاأستطيع....ففي حضرته ينتهي كل الكلام....يقترب مني أكثر
يهمس في أذني:...طال انتظاري ليلة البارحة.. لم تأخرت؟؟
أنفجر بالبكاء...مرة أخرى....ودون أن يسألني...يضمني اليه بقوة...يهمس في أذني:
قد عشقت فيكي حتى الجنون
أحبك |