السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***... ... ...***
.
.
.
لكنه أدرك قبل أن يسقط في جوف نهايته الحزينه.. كم كان غبيا.. كان عليه أن لا يعشق.. ولا يسمح أبدا لتلك الخيوط التي تشبه الضباب أن يراها ثانية وأن يعيشها..
إنها الحقيقة الحلوة المرة..
((حلوة في عشقها.. مرة في غبائها))
يسعى الانسان سعي الوحوش في البراري لاقتناص فريستها بينما الانسان يريد اقتناص هذا الغباء المسمى بـــ..."العشق"..
إن غلبه أسماه عشقا ويسمي نفسه عاشقا صباح مساء ويترنم بهذا اللقب وكأن العشق من أعلى المراتب والأوسمة العسكرية التي يفخر بنيلها والفوز بها بوضعها نيشانا على صدره..
وأما إن غلبه العشق أسماه غباءً فيشعر وكأنه ذلك الطفل البليد المعتوه الذي يستهزئ به جميع طلاب المدرسة ويكون مثارا للسخرية ومجالا للنكتة..
لكن العاشق الحقيقي يعرف في قرارة نفسه أنه الغباء بعينه.. سواء كان منتصرا أم مهزوما.. بل إنه يطرب لصوت هذا الغباء ويردد معه كلماته الغبية ويدندن بها..
((خيوط الضباب))
كم هي مسكينة خيوط الضباب تلك..!
نحبها ونكرها في الوقت نفسه..
مع أننا بسببها أجدنا لغة القمر وعرفنا كيف نناجيه..
وبسببها تعلمنا المشي على دورب الورق حتى صرنا نسابق الكتابة..
وبسببها عشقنا المطر.. ونقتل من يقتلع الشجر.. وصرنا صحبة مع السفر..
وبسببها أصبحنا نميز بين الصدق والكذب لأننا احترفنا الكذب..
مجرد سؤال..
هل كنت ستستمتع بالجلوس وحدك من غير صحبة تلك الخيوط الضبابية؟!!
الأستاذ/ رعد الحلمي..
ما خطته يمينك في هذا المتصفح رائع بل فاق الروعة..
وما رسمته ولونته هنا في هذه اللوحة الأدبية جميل جداا..
مفردات ومعنى وتشبيهات غاية في الجودة والاتقان..
حلقت بنا في سماء ضبابية لكنها في قمة الوضوح..
تقبل مروري المتواضع أمام قامة نثرك الكبيرة.. .
تـــ ح ـــياتي...
~||~ فـــــــــراغ ممتلــــــئ ~||~