فى انْتظَارِِِِ ِالفَجْر ...
للشاعر/عباس محمود عامر
تبيّن فى مرآةِ الأيّامْ
أحْزانُ الإنْسِانْ..
حتْماً
أنْ تنْصهرَ الأجْسَادُ على وهَجِ العصْرِ اللاهِبْ
تبْدو الأشْياءُ وجُوهاً للمادَّةِ
تتَطلَّى بالإغْراءْ
فى فكْر ٍ عَاثتْ فيه الأفْكارُ الجَوفاءْ
تسْتهوِينا اللّوحاتْ
نتمزّقُ فوقَ زُجاجِ الفتْرينَاتْ
وتضِيعُ الأعْوامُ المجْهولةُ فى تطْوَافِ السّاقيةِ الحَيْرى
لم تهْدأْ لحْظةْ ،
والبئرُ يعَانِى الصّفْرْ
قد يخْنقُنَا ظَمأُ القَفْرْ ،
وتَموتُ جُذورُ الحُبِّ العطْشَى /
أحْلامُ البكرْ
برمالِ القلْبْ
فى كلِّ مواسمِ هَذا الدّهرْ ..
*****
فى الوَادِى اليابسِ و البَائسْ
نتكسّرُ فوق صخُورِ الشّاطِىءْ
والآسِنُ خلفَ الأغْوارْ
نتَهاوى فى آبارِ الليلْ
نغْدو فوقَ الألْسنِ أخْبارَ المَوْتَى
قد يسْعدنَا مهْدُ القَبرْ ،
أو ظلُّ الأعْنابِ بروْضِ الظّفْر ..
*****
فى الفصْلِ الصّاخبِ
تتسَاقطُ أغصانُ الكَلمَةْ
من أعْصَارِ الزّمنِ المقْتولِ الكلمَاتْ ،
ونحاولُ فى كُتلِ الأحْجَارْ
هل ينْمو زرْعٌ فى جلْمودِ الصّخْر ..؟
هل يرْويهُ , ويفتّتهُ لج ُّالصّبرْ .. ؟
- قد نجْزع .. عفْواً
من أينَ ينَابيعُ الأنْهارْ .. ؟
.....................................
اليوم كما الأمسْ ..!
وغداً مثل اليومْ .. !
تكْرارٌ .. تكْرارٌ .. تكْرارٌ
قد يقتُلنَا هذا التّكْرارْ
هل تشْجِينا فى هذا العصْرِ خُرافاتُ الأغْنياتْ ،
وشجَارُ الأوْتارْ ..؟
كلُّ الأقْدامِ المضْطربَةْ
هل يمْكنها أنْ ترْكلَ فى طُرقِ الأدْغَالِ المزْدحمةْ .. ؟
*****
قد يدْفعنَا تيَّارُ الرّغْبةِ فى طَاحُونةِ تلك الدّوامَةْ
قد يجْذُبنَا ومضُ الشّهوةْ ،
فنَََدقُّ على أبوابِ الحَاناتْ
كى ندْمنَ أكْوَابَ الشَّرْ
فنعاصرُ أسْرابَ النُّكْر ،
ونقَامرُ ..
إذ نخْسرُ فى ميْدَانِ اللّعبةِ
باقِى الأوْرَاقْ ..
نتَرنَّح فى غسَقِ الأيّامْ ،
ونثَرْثرُ حتّى يأتِى وجْهُ الفَجرْ
مع صرْخةِ أنذارِ الأجْراسْ
حتماً سَنفِيقُ ،
وننْضُو أقْنعةَ الزّيفْ ،
ولنبْدَأََ أوّلَ رحْلةِ حُبٍُُّ
صوْبَ الشَّمسْ
لنودّعَ ذاك الأمسْ ،
ونعودُ ..
لننْسجَ ثوْبَ الطّهْرِ الزّاهِى
منْ ألوَانِ الطَّيفْ ...
*****