هل أنت متذوق للشعر الجاهلي والفصيح ؟
نعم أنا متذوق للشعر الفصيح سواء كان جاهلي أو إسلامي أو معاصر
ولا شك أن الشعر الفصيح هو الأصل وهو المنبع الذي لا ينضب وهو
المفهوم عند غالبية الشعوب العربية حيث أن كلماته مفهومة إذا استثنيا منه
بعض الكلمات المندثرة والتي تفهم من السياق أو من خلال شرح معاني الكلمات
كما يمتاز الشعر الفصيح بالبساطة والوضوح والصدق وعدم التكلف
وكذلك قلة المحسنات وألوان التزيين الفني والزخرف البديعي
ويمتلك متانة الأسلوب وقوته وجزالته
وينحى إلى القصد إلى المعني في إيجاز ويسر وعدم الإطالة
ونجد الصدق والصراحة في وصف الانفعالات والعواطف والوقائع في غير مبالغة
الشعر العربي هو الخالد على مر العصور ، له جذوره العميقة الممتدة في وجدان
الأمة العربية ، فيع عبق الماضي وروعة الحاضر وآمال المستقبل ، وذكريات
التاريخ الفواحة بالمجد والأصالة والرقي . كان وما يزال رمز ثقافتنا وحضارتنا
وربما رمز وجودنا ، فالشعر هو خلاصة الفكر في خلاصة الشعور ، وقد مر الشعر
العربي القديم بعدة عصور ابتداءً بالعصر الجاهلي ثم الإسلامي ثم الأموي فالعباسي
والأندلسي وغيرها من العصور الأخرى ، ولكننا سنبين خصائص كل ما سبق ذكره من العصور
عرف العصر الجاهلي بالشعر الفخم الذي يتناولونه في مجالسهم وحروبهم
وقد كانوا يتفاخرون به ، فهو يحتوي على الكثير من الفنون الشعرية كالفخر
والحماسة والهجاء والاعتذار والغزل سواء كان عفيفا أو صريحا والمدح والرثاء
والحكمة والوصف وهو يحمل المعاني الواضحة البعيدة عن التعقيد
لكن يغلب عليه طابع التفكيك وقلة التفصيل وكثرة التشابه لدى الكثير من شعرائهم
بالمقابل فهو يمتاز بقوة الألفاظ وقوة البناء وأحكام النسج والميل إلى الإيجاز
إلا انه جزئي الخيال وقليل التصوير ، فالخيال منتزع من البيئة الذي لا يُبالغ فيه
وهو ملتزم بوحدة الوزن والقافية ، ومن اشهر شعراء العصر الجاهلي هم أصحاب
المعلقات السبع كامرؤ القيس وزهير بن أبى سلمى وطرفة بن العبد وغيره كثير .
ومما شابه ذلك هو الشعر الأموي الذي امتاز فنونه بالغزل العفيف والصريح والنقائض
والشعر السياسي بكونه عصرٌ مورس فيه السياسة بشكل كبير أما معاني الشعر
الأموي فقد تأثرت بالقرآن الكريم وامتازت بالعمق والخصب إلى جانب التقليد لمعاني
الشعر الجاهلي ، وقد غلبت على ألفاظه وعباراته الجزالة في الفخر والهجاء
والسهولة والرقة والعذوبة والسلاسة في الغزل ، وظل الشعر الأموي يستمد
الخيال من البيئة العربية وتأثر البعض بالقرآن الكريم والتزموا شعرائهم بوحدة الوزن والقافية
أما الشعر الأندلسي فله طابع خاص في الخصائص لاسيما في الفنون الشعرية الذي امتاز بالوصف
ورثاء الممالك الزائلة والاستنجاد بالرسول وكبار الصحابة ونظم العلوم والفنون والشعر الفلسفي
كما امتاز معانيه وأفكاره بالوضوح والبساطة والبعد عن التعقيد والتلميح إلى الوقائع التاريخية
ولا سيما في رثاء الممالك الزائلة ، أما ألفاظه وعباراته فقد كانت واضحة وسهلة والرقة
والعذوبة وتجنب الغريب من الألفاظ واهتم بالصنعة اللفظية ، ، وقد انتزع تصويره وخياله
من البيئة الأندلسية الغنية بمظاهر الجمال الطبيعية وتزاحم الصور أما بالنسبة
للأوزان والقوافي فقد التزموا بوحدة الأوزان والقوافي بدايةً ، ثم ابتدعوا أوزانا
جديدة لانتشار الغناء في مجالسهم ونوعوا في القوافي ومن ذلك الموشحات
وتوالى بعد ذلك الكثير من العصور التي تخصخص لها أسلوبا خاصا في الشعر
كالشعر النبطي وغيره ، ويبقى الشعر متغير في فنونه ومعانيه وألفاظه وتصوراته
وأوزانه ، إلا أن الشعر القديم امتاز عن الشعر الحديث بخصوصيات كثيرة
فالشعراء القدماء كانوا متخصصون في مجال الشعر وحفظه ، وقد امتاز شعرهم
بأفكارا وخيالا جامحة لا تخطر على بال موضوعه بلغة رصينه جزله ، وقد ضحوا
بالعاطفة والتدفق العاطفي علي مذبح العلو الأدبي في التعبير واللفظ الأخاذ والجزل .!
من هو رائد فن المقامة في الأدب العربي .؟