أخواتي واخواني
ممكن ثلاثة دقائق من وقتكم الثمين
في رؤية هذه الفوضى العارمة
اوعدكم ان لا يطول الحديث ولا تزعجكم هذه الفوضى
او لنقل اقلها اني سأحاول ان لا يطول الحديث ولا تزعجكم هذه الفوضى
هل سمع احدكم بقاعدة 10\90
للمؤلف الرائع ستيفن كوفي
دعوني اختصرها لو تكرمتم
هذه القاعدة تقول
ان 10% من حياتنا تتشكل من خلال مايحدث لنا
و90% من حياتنا يتم تحديدها من خلال ردة افعالنا
ماذا يعني هذا؟
ان في الواقع ليس لدينا القدرة على السيطرة على 10% مما يحدث لنا
فنحن لا نستطيع مثلا ان نمنع السيارة من ان تتعطل او الطيارة ان تصل متاخرة عن موعدها( الذي لربما يفسد برنامجنا كاملا)
او نمنع سائق متهور ان يقطع الطريق علينا
لذا نحن لا نستطيع ان نتحكم في هذه 10% من حياتنا
لكن الوضع مختلف في 90% المتبقية
والتي تعتمد على طريقة افعالنا لتلك الاحداث سلبا او ايجابا
خليني اوضح من واقع الحال ولن اتفلسف
انسان في حاله فجأة يتعامل بطريق مباشر او غير مباشر مع شخص اخر
لا يعرفه.....ليس له به ادنى صلة
لكن الشخص الاخر هذا يكره هذا الانسان لاسباب غير معلومة وغير مفهومة
ليس بينهما ثأر ولا ارث يظن انه اغتصبه منه ولا خطيبة او حبيبة خطفها منه
لكن لسبب مجهول يتيقن هذا الانسان ان الطرف الاخر يكرهه
اي عمل يعمل هذا الانسان ينتقده فيه
قول يقوله يقوم بانتقاده وبتهميشه واظهار عيوبه
وهذه الاعمال لا تمت للطرف الاخر بصلة
بمعنى قاعد له في الرايحة والجاية
ظاهر الحال انه يكرهه ويريد ان يجعله صغيرا في اعين الاخرين
لاسباب واهية وهمية هي فقط في عقل ذلك الطرف الاخر
هذه الاحداث 10% مما يحدث لهذا الانسان
اما 90% فتكمن في ردة فعله
وهذا الانسان امام خيارين:
اما ان يلتفت لكل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة من الطرف الاخر
ويحاول ان يرد عليه بالمثل ويبادل القسوة بالقسوة
وهذه 90% من الحياة ستكون بالتأكيد كلها شقاء في الشقاء
لان هذا الجنس من البشر لا يفقه الا لغة المواجهة من اجل المواجهة
لان اصلا لا بينكما معرفة مسبقة ولا ثار ولا ارث ولا حبيبة تتنازعون عليها ولا خلافه
ولذا ليس هناك من دافع للطرف الاخر الا المواجهة والحرب
وانا اجزم انك ستهدر 90% من حياتك هباء منثورا وستعيش عيشة ضنكا
لو انتهجت هذا النهج
وهنا استحضر بيتي شعر لي يقول اولها
وإن دمحنا زلـّـة الجاهل أنتابه غرور
وش طبيب النفس لا غرّها مغرورها
والثاني يقول
والناس ما تقبل عذر لو جيت بالعذر الوكيد
واللي نصاك يفـنــّـد أعذارك وينقض ساسها
والخيار الاخر ان لا تلتفت لهكذا ترهات وسخافات
وتشكل يومك كيفما تشاء بروح طيبة ونفس راضية
قانعة وتتعامل بالخير مع هذا وتلك ومن حولك وكأن ذلك الطرف الاخر
غير موجود في حياتك لانه في الاصل لم يكن موجودا
لتهنئ بعدها بحياة كلها سعادة وهناء
مع اهل القلوب الطيبة
وان تدعو للطرف الاخر ان يهديه الله سواء السبيل وان يطهر قلبه
من الحقد والضغينة والكره داعيا لهذا الشخص في الغيب
ان يهبه كل مقومات السعادة والهناء في حياته وان يحقق له مراده من هذه الدنيا
وبعدها لينتقل هو بنفسه الى حياة جديدة كلها تفائل وحب واحترام ومودة
وانا متاكد انه سيجد ال90% من حياته كلها سعادة وهناء
اتمنى ان وصلت الصورة ووضحت القاعدة
وان لم تتضح انا اوعدكم بمثال اخر اكثر ايضاحا لهذه القاعدة
قريبا جدا احبتي