جمالية الصباح في القرآن الكريم
"وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)"
يقسم الله سبحانه وتعالى بقوله : " والصبح إذا تنفس " والواو هنا للقسم والعظيم لا يقسم
إلا بعظيم، ففي هذه آية أقسم الله سبحانه بالصبح إذا تنفس وفي هذه العبارة يشبه الله
سبحانه وتعالى عملية بدأ ظهور الشمس في الأفق (الصبح )بإنسان بدأ بأخذ النفس أي أخذ
شهيق بعد استراحة أو سبات مؤقت عند الزفير وكما نعلم أن عملية التنفس هي من أهم
العمليات الحيوية التي تقوم بها الكائنات الحية حيث يقوم الإنسان من خلال هذه العملية
بإدخال الهواء الغني بالأوكسجين إلى الرئتين( الشهيق) حيث تقوم الرئتين بامتصاص
الأوكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون وهذه العملية هامة جداً لجسم الإنسان ولا يستطيع
إي إنسان أن يستغني عنها أكثر من دقائق معدودة وتوقفها يعني الموت المحقق حيث
يستفيد الجسم من الأوكسجين في حرق الغذاء وإنتاج الطاقة التي تبعث الحياة في خلايا
الجسم وأنسجته ففي الصباح عند بدأ ظهور الشمس ( الصبح ) تبدأ عملية غاية في الأهمية
والتعقيد هي عملية التركيب الضوئي حيث تقوم النباتات بأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون
( الغاز المؤذي الذي لا يستطيع الإنسان استهلاكه ) من الهواء وتطرح غاز الأوكسجين بدلاً
عنه.
عاديوتتأكد أهمية هذه الظاهرة بالطريقة التي أقسم بها الله والطريقة التي حددها الله
لعملية التركيب الضوئي.
وإن الإشارة إلى هذه الظاهرة ( التمثيل الضوئي ) وتشبيهها بالتنفس دلالة على أهميتها
فهي كأهمية التنفس بالنسبة إلى الإنسان فلا يمكن للأرض الاستغناء عنها فبدونها سوف
تتحول الأرض إلى خراب لا حياة فيها كالقمر .
كما أن استعمال (إذا) تدل على تلازم بدأ عملية التركيب الضوئي مع بدأ طلوع الشمس كما
أن ترتيب كلمات الآية حيث ذكر الله طلوع ضوء الشمس أولاً ثم بدأ عملية التنفس بشكل
مرتب وهذا ما يتطابق مع عملية التركيب الضوئي وإنتاج الضوء فبدون هذا الترتيب لا
يمكن أن تتم عملية التنفس الحيوي للنبات أو التركيب الضوئي ثم إنتاج الأوكسجين .
وهناك لفتة رائعة فكما أن الطفل حينما يولد فإنه يبدأ بأخذ شهيق أثناء البكاء للتنفس
فالتنفس هو بداية لحياته كذلك النهار حينما يولد يبدأ بالتنفس ..,