(236 ) مدار الأفكار
تحريف التعريف
يقول الشاعر العربي :
ومن سرّه أن لا يرى ما يسوءه=فلا يتخذ شيئا يخاف له فقـدا
وإن ّ صلاح الأمر يرجـع كلـه=فسادا إذا الإنسان جاز به الحدّا
تحظى “أل” التعريف في الوسط الإعلامي بهالة من العناية والاهتمام، ويعتني بها كثير من الشعراء، سيما
الشعبيون منهم اعتناء خاصا ومميزا، على اعتبار أنها سمة للوجاهة وصفة للتعظيم والتفخيم، ولافتة
للأنظار وموجبة للإجلال والإكبار، وإيجاد المكانة والاعتبار، مما دفع الكثير منهم لإضافتها إلى أسمائهم
من غير أن يكون لها أساس في “ثبوتياتهم” الرسمية أو حتى في جذور انتماءاتهم العائلية والقبلية، مما
خلق التباسا وتلبيسا وتدليسا وتداخلا بين العوائل, ويعرّفها أرباب اللغة العربية بأنها أداة للتعريف وتكتب
الأداة والكلمة التالية لها كلمة واحدة وتدغم اللام إذا كان الحرف الأول من الاسم من حروف الثنايا أو من
الحروف الصامتة. وتستعمل “أل” لتعريف شخص وتسمى لام العهد، أو لتعريف جنس وتسمى لام الجنس.
وأهل اليمن ينطقون بها “أم”.وأوجدت “أل” التعريف “الزائفة” مشاكل عديدة، وفي ردهات المحاكم كثير
من القضايا والشواهد عليها وكما تقول الدكتورة جيهان الشمري: “إن إضافة أل التعريف يتخذها البعض
للتمويه بقصد الالتحاق بعوائل كويتية وخليجية معروفة، وهذا العمل ناتج عن عقدة نقص في شخصية فاعله،
ومن الأفضل تركه والابتعاد عن كل ما هو غير حقيقي”.أما المحامية سماح سالم العلي فتقول إن إقدام
الشخص على إضافة أل التعريف إلى اسمه من غير أن يكون لها أساس في ثبوتياته يعد تزويرا وإن قصد
منه كسب الوجاهة، ولا يجوز لمن خلا اسمه من التعريف أن يضيفه ليلتحق بأسماء عوائل معروفة
ومشهورة. ومن حق العوائل التي تتضرر من هذا العمل أن تطعن في نسب المدعي بدون وجه حق، فهذا
انتحال شخصية ومن يرى انه جدير بهذه الإضافة عليه أن يقدم أصولا إلى لجنة تصحيح الأسماء والنسب
ويحصل كل صاحب حق على حقه بموجب حكم قضائي. وما عدا ذلك لا يجوز، فـ أل” التعريف ليست من
حق كل من هب ودب والنية الحسنة والرغبة في الوجاهة و”البرستيج” لا تكفي لإعفاء المدعي من عقوبة
توابع عمله. ويرى الشيخ الدكتور عبد الرؤوف الكمالي أن إضافة “أل” التعريف لمن لا يستحقها يعد تدليسا.
وعن قصة “أل” التعريف يقال إنه كان هناك عائلة تدعى بـ “أل التعريف” وقد رزقت هذه العائلة بتوأم من
الذكور، وأطلقوا عليهما اسمي “شمس وقمر” وجلب لهما الأب ألعاباً ليلهوا بها وكان عددها 28
لعبة “عبارة عن الحروف الهجائية” وعندما نشب النزاع بين الأخوين التوأمين فكلٌ منهما يريد أن يأخذ
حروف الآخر! عند ذلك تدخل الأب لفض النزاع فقسم الحروف الهجائية إلى قسمين: 14 حرفاً لشمس وهي
: (ت ث ل د ذ ش س ز ر ن ط ظ ض ص)،و14 حرفاً لقمر هي: (أ ب غ ح ج ك و خ ف ع ق ي م
هـ) . وهكذا تم حل النزاع وكان قمر حاداً بطبعه فكان يجبر حروفه على إظهار صوت اللام ( الباب –
الكتاب – القلم) أما شمس فقد كان طيبا مسالماً فكانت حروفه تدغم صوت اللام وتجبرها على ذلك بالشدة فلا
يظهر صوت اللام: (التّوت - السّيارة – النّاس ) .
يا للعجب يا للأسف كيف تنضـاف=( أل ٍ ) كذا من ساس ٍ و تصنيـف
ترى الخطأ مهما خفا جزم ينشـاف=ولا ينفع ( المجهول ) تزييف تعريف