المجنون بعيداً عن ليلى
سألوه عن الحب..
فقال
وكان حزين العينين وحزين المعطف
لولا ليلى
ما كنتُ خرجتُ وشاهدت الناس!!
.
.
.
أني مطعون
وحزين
وسريري يحرقه مطر النسيان
يا ليلى أين يداكِ لكي تبعد عني الغربان
.
.
.
أعذرني يا جسر الشهداء
أعذرني
أقدامي جلدتك
وعرقي بلل أسفلتك
ليلي كل مساء تنسى الموعد
أو تتشاغل
فأعود واعبر في اليوم الثاني
واعود
واعبر في اليوم الثالث
لا أملك الا أنا أعبر واعود
أعذرني يا جسر الشهداء
.
.
.
ذهبت في عز الظلام كي أراكِ
ضعت
وأنطفأت في الطريق
لا انا ملاح ولا أنا غريق
الى متى أظل مثل كرة البندول
أذهب في عز الظلام كل أراكِ
كلما حاصرني الرماد
والتقي في كل مرة بنجمة سواكِ
الى مى أظل مثل كرة البندول
لا تستريح نبعتي
ولا تمس أصبعي تفاحة السهول
بعد أي شيء أتذكر الممر
أن في دمي غزالة من ألم
وفوق شفتي سنديانة ميتة
قولي لي بعد أي شيء
أتذكر النار التي بكت كثيرأً عند باب غرفتي
لا تفاحة في الجيب
لا مدينة في القلب
لا قصيدة
ولا حبيبة
فبعد اي شيء أتذكر الممر
ان ليلى رحلت ولم تقل لأحد
.
.
.
بعيداً عن عيني المجنون
بعيداً عن معطفه
ليلى تسأل...
قال حبيبي سأكون هنا عندك قبل غروب الشمس
ولم يأتِ
لماذا لم يأتِ
وهذا نصف الليل ينام على العالم
ماذا افعل
ياحبي
أين يداك لكي تبعد عن الغربان!
.
.
.
وحدي أدور هنا
وتدورين وحدك أنت هناك
أني أفتش عن غيمة قتلتني
وغابت وما ودعتني
ومرت وما سلمت
فلماذا تدورين أنتي!؟
.
.
.
في بغداد
في المدينة التي تتهرأ في شوارعها الحافة السفلى لبنطالي
أموت
وأدخن كثيراً
واكتب قصائد حب طويلة لساحاتها
وجوامعها
وشناشيلها
وحجار دوربها الخلفيه
وأزقتها البعيدة الملتصة على شغاف القلب
أنام بعد منتصف الليل مفكراً بالقمر العالي وسعف النخيل
وانهض قبل أذان الفجر متمتماً بأحدى قصائد المتنبي
أحلم أن تنام وهران في بغداد
وأحلم أن يجري الليطاني في دجلة
وان تظل الحافة السفلى من بنطالي تتهرأ في شوارع المدينة
التي اموت فيها وادخن كثيراً
وأكتب قصائد حب طويلة
أن وطني مجروح من راسه الراقد على صخرة في أحد جبال بشتكوه
وحتى قدميه المغتسلتين في المحيط الأطلسي
يا ليلى
سأقول شيئاً أخر عن الشعر
وسأفعل شيئاً أخر غير السير في الشوارع
وسأبحث عن شجرة جديدة أغني تحتها أو أبكي
هناك أصدقاء أخرون غير الشعر والشوارع!!
.
.
.
ليلى تفتش عن غيمة قتلتها
وغابت وما ودعتها
ومرت وما سلمت
ولهذا تدور!!
.
.
.
ايها الغجري
يا أيها الغجري الذي كنت شاهدته ليلة العيد يبكي على باب قريتنا
أدخل الى ساحة البيت
وانشد لجسر الاصابع
منك الربابة والنغمات
ومنا القصيدة
يا أيها الغجري الذي كنت شاهدته
انشد لجسر الاصابع هذه القصيدة
انا نمد اصابعنا
واحداً بعد أخر
أو
واحداً لصق أخر
أو
واحداً فوق أخر
يتسع الجسر ياشعبنا لو وضعنا أصابعنا واحداً لصق اخر
يرتفع الجسر يا شعبنا لو وضعنا أصابعنا واحداً فوق أخر
يمتد جسر الأصابع حتى دمشق الكبيرة يا شعبنا
لو وضعنا أصابعنا واحداً بعد أخر
الجسر يحتاج كل الاصابع
.
.
.
لماذا لم يأتِ المجنون الى ليلى؟!