مقال للكاتب __ محمد فهد الحارثي
اجعل نظرك دوما نحو الهدف. لا تشتتك الأحداث. ركز على الصوت الحقيقي في داخلك. الضوضاء العالية حولك مجرد أصوات عابرة. قرب المسافة بينك وبين ذاتك، فكلما تقلصت المسافة كلما كان الإنسان نفسه. الرؤية الواضحة والإرادة تجعلان من الوصول أمرا متوقعا.
كل مشروع نجاح في العالم بدأ بحلم. لكنه تجاوز مساحة الحلم ليتحول إلى واقع. الأحلام تمنحنا الأمل، وتعطينا طاقة لمواصلة المشوار. وقد تصبح مجرد وسيلة للهروب من الواقع أو جرعة مهدئات تحجب عنا الحقائق، إذا ما بقيت في نطاق الخيال والتصورات. أي حلم هو مشروع نجاح إذا اقترن بإرادة تحوله إلى واقع ملموس.
الذين يصنعون النجاح هم الذين يراهنون على المستقبل، ويزرعون اليوم لحصاد الغد. الحسابات القصيرة لا تصنع النجاحات. الأهداف الواضحة والمدى الزمني الواسع يصنع إنجازات كبيرة. من يراهن على الحظ فقط، يجعل نفسه في مهب الريح. الحظ يخدم، لكنه وحده لايصنع النجاح. فالحظ متاح للجميع، هناك من يعبر بجواره دون أن يشعر به. وهناك من هو مستعد لهذه الفرصة ليجعل منها قصة نجاح.
طرق النجاح في الغالب لا تكون ممهدة، بل هي تحديات وصعوبات. فالطريق المفروش بالورود عادة ما يكون طريق الهاوية. ولكن من يمتلك النفس الطويل والصبر يصبح أكثر اقترابا من النجاح. ربما نمر في مشوارنا بلحظات فشل، ومراحل انكسار، لكنها تظل جزءا من الرحلة. الثقة بالنفس تجعلنا نتجاوز هذه المحطات، ولا نطيل الوقوف فيها. ميزة الأشخاص الناجحين أنهم لا يسمحون لليأس أن يسيطر عليهم. ومهما طال الطريق بهم فلديهم الثقة أنهم سوف يصلون.
مقاييس النجاح لا تحدد بالأرقام أو بالماديات، بل بقدرة الشخص على استثمار إمكانياته وقدراته في تحقيق الأهداف التي تتناسب معه. والنجاح المتواصل هو الذي يرتبط بالتوازن والواقعية. ويظل النجاح يتيما إذا ما انحصر في الشخص نفسه، بينما العطاء والحب يجعل من النجاح كيانا يبث ضوءه للآخرين ويسعدهم.
اليوم الثامن:
أجمل ما في قصص النجاح
أنها تعلمنا كيف نحب الحياة.