شبكة الشموخ الأدبية - عرض مشاركة واحدة - الشاعر السعودي علي النحوي يتأهل بتصويت لجنة التحكيم

مشعل الفدغوش · 01-11-2011, 04:52 PM

لجنة , التحكيم , الشاعر , السعودي , الوجود , بتصويت , يتأهل

الشاعر السعودي علي النحوي يتأهل بتصويت لجنة التحكيم

في الحلقة الثانية من مسابقة أمير الشعراء
الشاعر السعودي علي النحوي يتأهل بتصويت لجنة التحكيم ..ومحمد سليمان أبونصيرة وزكريا النوراي ينتقلان للمرحلة التالية بتصويت الجمهور

وكالة أنباء الشعر/ أبو ظبي
في جو ساده اللغة الشعرية العالية ونقاوة لغة وبراعة تصوير مع أجمل إيقاع، بثت الحلقة الثانية المباشرة من المرحلة الأولى من مسابقة "أمير الشعراء" التي تنتجها وتدعمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على تلفزيون أبوظبي مباشرة من مسرح شاطىء الراحة مساء أمس الأربعاء الساعة العاشرة والنصف مساء، بحضور سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
وبحضور محبي الشعر من الإمارات، ومختلف الجاليات العربية المقيمة في الدولة، استهلت الحلقة الثانية من مسابقة أمير الشعراء بترحيب مقدم البرنامج الممثل السوري المعروف والمتميز بأدوراه الرائعة في الدراما العربية السورية، بأعضاء لجنة التحكيم الدكتور علي بن تميم (الإمارات)، الدكتور صلاح فضل (مصر)، الدكتور عبد الملك مرتاض (الجزائر)، ورحب أيضاً بالحضور والشعراء المشاركين وهم "صباح الدبي" من المغرب، "علي النحوي" من السعودية، "عبدالعزيز الزراعي" من اليمن، "محمد علي الخضور" من سوريا، الذين اعتلوا منصة الشعر ليلقوا قصائدهم.
وفي كلمة للفنان باسم ياخور معلناً إنطلاق المنافسة قال "من أرض الحلم، من أبوظبي، ومن مسرح شاطئ الراحة المغلف بالجمال نقدم لكم الحلقة الثانية من مسابقة "أمير الشعراء"، حيث سنلتقي مع أساتذة الكلمة المعنى، ومع الشعر الذي به تزدان حياتنا وهويتنا العربية.
الشاعر السعودي النحوي يتأهل بتصويت

وشهدت الحلقة إعلان نتائج تصويت الحلقة الماضية فتأهل كلاً من الشاعر محمد سليمان أبونصيرة من فلسطين الذي حصل على نسبة 70%، والشاعر زكريا النوراي من ليبيا ثانياً بحصوله على 41%، لينضما إلى زميلهما الشاعر محمد العزام من الأردن لمنافسات المرحلة التالية، فيما خرجت الشاعرة نادية الملاح من البحرين دائرة المنافسة إثر حصولها على أقل الدرجات بين منافسيها وهي 40%.
وبهذه المناسبة عبر الشاعر محمد سليمان أبونصيرة عن سعادته بالإنتقال للمرحلة الثانية بالقول "قبل أيام قليلة مرت ذكرى الحرب الأليمة على غزة، واليوم أهدي هذا الفوز لمدينتي وبلدتي غزة، فشكراً لها، وشكراً لفلسطين، وشكراً للجمهور الذي صوّت لي".
وأضاف "فوجئت بالنتيجة، وخصوصاً فيما يتعلق بزميلتنا نادية الملاح التي كنت أرى فيها شاعرة جميلة وقوية، وفي نفس الوقت فرحت بانتقال الشاعر المتميز زكريا النوراني للمرحلة التالية، كما أن النتائج أتت لتؤكد أن فلسطين حاضرة بقوة في قلوب كل العرب، وكل المتابعين للأدب والشعر".
وفي بداية الحلقة تم عرض تقرير مصور عن المتسابقين الأربعة أثناء جولة رُتبت لهم في مدينة أبوظبي، وخلال التقرير أبدوا إعجابهم بعاصمة الثقافة والإبداع أبوظبي التي أذهلتهم ببنيانها وبتنظيمها وبحسن ضيافة أهلها، المتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة والمتميزة.
الشاعر السعودي النحوي يتأهل بتصويت

مجازفة.. وصور شعرية رائعة

شاعرة الأمسية الأولى كانت صباح الدبي (المغرب) التي قرأت قصيدة "سكرة الضوء" التي اعتبرها الدكتور صلاح فضل بأنها مجازفة وسط قصائد معظمها عمودية، مضيفاً "العنوان جميل، لكنك تطيلين أحياناً بعض أشطارها، وتغيبين أحياناً في معانيك، ولو أنك حذفت بعض ما في تلك الأشطار لكان أفضل، كما أنك أحياناً تربكين صورك الجميلة، وأحياناً لا تجسدينها، لكن لديك تجربتك وشعريتك، ولهذا أنت مؤهلة لها"، فيما رأى الدكتور علي بن تميم أن القصيدة مليئة بالوجد الصوفي في محاولة للإتكاء على الصوفية كما أنها مربكة، وتتشكل بشكل متسارع، وبعد ذلك قال الدكتور عبد الملك مرتاض "إن اللغة الشعرية في القصيدة في غاية الدلالة والغموض الجميل، واللغة المعجمية أنيقة وسليمة، وفي القصيدة شيء من نونية ابن خلدون".
الشاعر السعودي النحوي يتأهل بتصويت

صور بديعة.. وقافية مضطربة

ومن ثم اعتلى الشاعر عبدالعزيز الزراعي ثاني المتسابقين المسرح فقرأ قصيدته التي تحمل عنوان "بين ظمأ الماء وبرق القصيدة" التي علق عليها د. صلاح فضل بالقول "كأني بك حين تتحدث عن الشرب والكأس تتذكر أبو الطيب المتنبي، أما صورك فهي يمانية بذكرك بلقيس وسليمان وسبأ، صحيح أن الأبيات محتشدة لكنك تعود ثانية لمخاطبة شارب الكأس، وتتخذ الغناء والصلاة طريقاً للحزن، وعلى الرغم من أن أبياتك قوية إلا أنك تضطر لقافية معينة مضطربة أحياناً"، ومن جهته أشار د. علي بن تميم إلى عنوان القصيدة "بين ظمأ الماء وبرق القصيدة" الذي يبدو وكأنه يجمع بين البؤس والأمل، فالقصيدة كما قال د. بن تميم "من بدايتها تتمحور حول ثنائيتين، ثنائية الواقع المحدود، والأفق الشعري اللامحدود، وهي تحمل الكثير من المفردات التي تتعلق باليمن وحدها مثل الخصوبة والأمل وبلقيس وسبأ، ولفتني إلى أن الشطر الأول من أبياتك فيه تصوير وجمال، في حين أن الشطر الثاني تقريري، مثل "يا من تخاف صلاة البرق في لغتي أصابع الماء لا يجرحن فنانا"، وبشكل عام تذكر القصيدة بالشاعر البردوني، في حين رأى د. عبدالملك مرتاض أنه يوجد في العنوان انزياحية لافتة، وأشار إلى أن المتسابق حمّل اللغة ما لا تحتمل، مشيراً إلى أن مطلع النص جميل حيث تقول: "يا شارب الكأس يمم قلبي الآنا"، ثم إنك حاولت توظيف قيم روحية وتاريخية ومحلية أي يمنية، لكن القافية كانت تملكك أحياناً، مع العلم أنك لم تكن تريدها، وتلك هي المشكلة في النص، حيث توجد كلمات لا داعي لها، ومع هذا فإنني أتحسس في النص مظهراً من عجائبية اليمن، وخرير ماء إب، وإليك مني كل الإعجاب".

الشاعر السعودي النحوي يتأهل بتصويت

معجم لغوي وصور شعرية في ظلال المتنبي

"المتنبي في غفوته الأخيرة" هو عنوان القصيدة التي ألقاها المتسابق علي النحوي، ذلك العنوان الذي لَفَت د. صلاح فضل، فقال "تحلق في سماء المتنبي بقوة واقتدار، لكن المتنبي مضى منذ ألف عام وأكثر، ومنظومة القيم تغيرت غير أننا لا نلمح ذلك في القصيدة، فمهوم الحرية الشخصي المحدود يختلف تماماً عن مفهومها الآن، ومع ذلك فأنت شاعر كبير، وقصيدتك محكمة وجميلة، وننتظر منك رؤية جديدة ونفساً مبتكراً"، فيما رأى د. علي بن تميم إن القصيدة لم تضف شيئاً جديداً لعظمة المتنبي وكبريائه، إنما استوعبت المعجم اللغوي، وقدمت صورة المتنبي بنوع مستهلك، حتى أنك لم تتخذه ـ أي المتنبي ـ قناعاً، وبالتالي لم يكن له حضور حقيقي، أما مأزق القصيدة فهو محاولتك استحضار المتنبي. ومن جهته أشار د. عبدالملك مرتاض إلى جمال النص، وإلى روح الأعشى التي تبدت في قافيته، ولم يكن د. مرتاض كما قال يحسب أنّ من الشعراء الشباب الآن من يدبّج زخرف القول، مشيراً إلى أن الأبيات الأخيرة من القصيدة كانت طافحة بالشعرية أكثر من أبياتها الأولى، وذلك منذ أن يقول المتسابق: "ويقطف من أيك الظنون يقينه ويحكي تفاصيل الجنون فيصدق"، وختم بقوله: "في النص بناء شعري رفيع، فلمتضِ بذلك، وأظن أنك ستكون من أكبر الشعراء"..
الشاعر السعودي النحوي يتأهل بتصويت

قافية رائعة.. وصور رومانتيكية

محمد علي الخضور كان آخر المتسابقين الذين اعتلوا مسرح شاطئ الراحة في الحلقة الثانية، فأطل على الجمهور بقصيدته "موشح من أندلس القلب" التي قال د. صلاح فضل عنها إنها "موشح جميل لكن لا علاقة له بالأندلس، فالأندلس كلمة شديدة الإشعاع، ومنها تنهمر الإيحاءات، فيتبادر إلى ذهن المتلقي أنك تتحدث في نصك عن الأندلس، في حين أن النص ذاتي، وعلى الرغم من أنك بارع في صناعة الصور، إلا أن خيالك مازال يدور في الموروث، ولهذا عليك التجديد". وبدوره أشاد الدكتور علي بن تميم بإلقاء الخضور، وبشعره الجميل، ثم قال "إنّ المفهوم يوتوبي شامل خاص بالشاعر ولا يرمز للأندلس، إنما كانت الأندلس جسراً يسلكه الذاهب من الماضي إلى الحاضر، فالأندلس شعرية غائبة، وذكريات حين تهبط على الشاعر وعلى جسر القصيدة تمسها وتصيبها، وتذكر بالشاعر لسان الدين الخطيب، وأقول أن القافية كانت رائعة وهامسة، وتستشعر لحظة بوح مملوءة بالخوف من الذكريات، وختاماً أجد أنها قصيدة جميلة".
فيما قال د. عبدالملك مرتاض "أرى أن هناك صورة حركية في البيت الذي تقول فيه "حطوا ضباباً على أصداء ذاكرتي ودق صمتاً على ترحالهم جرس"، وثمة رومانتيكية وصورة تمثل أيقونة مرسومة بالزيت عالية المستوى، فتقبل إعجابي وتقديري".

بن شلحاط يهجو العربية الفصحى

من التنافس المليء بالإثارة والمتميز بالقوة واللغة الشاعرية العالية بين المتسابقين كلمة ومعنى وأداء، إلى التنافس بين قصيدة الفصحى، والقصيدة النبطية، من خلال فقرة مجاراة التي جمعت بين الشاعر العراقي بسام صالح مهدي الفائز بالمركز الثاني في موسم "أمير الشعراء" الثالث، والسعودي مانع بن شلحاط، وقد اختار بن شلحاط نصاً حيّا فيه شعراء وشاعرات الإمارات، قديمهم وحديثهم، كابن ظاهر والجمري وفتاة العرب وسلطان العويس وغيرهم كثر، وفي نص آخر هجا اللغة العربية الفصحى بلهجته المحكية، فرد عليه الشاعر مهدي بلغة فصيحة وأديبة من خلال قصيدة مطلعها "فوق أعلى قمة الشعر بنيت/ من لغات الأرض بيتاً قرب بيت/ ثم جاء الشاعر الشعبي بعدي مد جسراً ومشى حيث مشيت".
ومن عالم الشعر إلى عالم التراث المحلي في الإمارات انتقل الجمهور، ليتابع تقريراً مصوراً عن مهرجان سباق السلوقي العربي التراثي الأول الذي نظمه مركز السلوقي العربي ونادي الظفرة للفروسية، برعاية نادي صقاري الإمارات وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقد أشار التقرير إلى أهمية هذا المهرجان، ودعمه للموروث المحلي، ولمربي السلوقي العربي الذي يعتبر جزءاً من مكونات البيئة المحلية.

نتائج التصويت

الجميع كان بانتظار نتائج التصويت من خلال شبكة الإنترنت للمتسابقين الذين تنافسوا ليلة أمس على مسرح شاطئ الراحة، فحصلت صباح الدبي من المغرب على 42%، وحصل علي النحوي من السعودية على 41%، فيما حقق عبدالعزيز الزراعي من اليمن 14%، أما الشاعر محمد علي الخضور من سوريا فقد حصل على 3% فقط.
فيما درجات لجنة التحكيم توزعت كما يلي: علي النحوي 43%، محمد علي الخضور 41%، عبدالعزيز الزراعي 33%، صباح الدبي 29%.
لكن جمهور المسرح صوّت أولاً لمحمد علي الخضور ومنحه 49%، وأعطى عبدالعزيز الزراعي 40%، وصباح الدبي 11%.

والجدير بالذكر أن مسابقة "أمير الشعراء" للشعر الفصيح هي المسابقة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، وتعتبر قفزة نوعية في ساحة الشعر الفصيح ومسيرة الإعلام العربي، وذلك بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه البرنامجين "شاعر المليون" و"امير الشعراء"، والبرنامج كما قال سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "هو أول مشروع إبداعي عربي يُعيد إلى الشعر الفصيح مكانته التاريخية، ودوره الحضاري، وحضوره الاجتماعي، وتستعيد من خلاله اللغة العربية ذاتها، ومكانتها التاريخية والتراثية، حيث أن المشروع يعمل على البحث عن شاعر مُبدع من بين كافة الشعراء العرب المشاركين في المسابقة، سواء الذين يكتبون القصيدة العمودية أو قصيدة التفعيلة".
ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب "أمير الشعراء" وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم.

hgahuv hgsu,]d ugd hgkp,d djHig fjw,dj g[km hgjp;dl hgjp;dl hgahuv hgsu,]d hg,[,] fjw,dj