إهداءٌ إلى زميلٍ يفكُّ عنًّا الرِّحالَ .... إليك د.أدمون ....
جبرانُ في نيويورك تساءلَ كيف يمكنُه أن ينزعَ جلدتَهُ ويتركَ المدينةَ التي عاشَ مع أهلِها سنينًا طوالاً . ونحن نتساءل : أيمكننا حقًا أن نتركَك ترحلُ عنَّا....؟؟
شاعرَنا الكريم....
كم تألقَتِ اللغةُ على يديك ،إذ صغتها بأبلَغِ الحِكَمِ ، فتلفَّفَتْ بمنديلٍ من نسيجِ وردٍ نابض بالحياة في غلالة من شجن وفكر جمّ .
هكذا عزفْتَ معنا عمرًا بأكملِه أناشيدَ الحياة ،ورسمْتَ سحرَ الوجودِ لوحاتٍ في قصائدَ نورانيةٍ شُدِهَ بها المتذوقون ، كما خبراء الحجارةِ الكريمة...
في مضمارِ التربيةِ ، صارعْتَ أمواجَها ، وخضْتَ غِمارَ حروفِها فكانَ المحارُ..... فكرًا جنيًا لطالبات يتفتحن على الحياةِ ، قوضْتَ لهنَّ مداميكَ الجهلِ ،وحصَّنْتَ أخيلةَ الفكر، فباتَتْ عصيةً على الانحناءِ ...فكلُّ الشكرِ لك ...وكلُّ العرفانِ لعطاءاتِك التي لا تُحصى ...
يا منهل الخير لهذا النشء وإشراقة النور في وطن الأنوار .... ثانويتنا ...
هذه الثانوية التي وقفت اليوم أمامك تبارك جنيك، وتشد ُّعلى اليد المعطاء،إذ ترسل بسمة الشكر والتقدير، للنسمة الربيعية التي ما فتئت تعطر رحاب هذا الصرح ، الذي كان لك الفضل في شموخه.
وها أنا أكاد أسمعها توجيهاتك التي لامست منا الأسماع وناجت فينا الوجدان، فاستحوذت عليه بنقائها المجبول بالفكر الوسيع العامربالمحبة ...
فما أرشقك نحلةً شرقيةً رشفت من أزهار الحياة، وشرعت توزِّع العسلَ في مدٍّ زاخرٍ بالعلمِ فائضٍ بالفضائلِ الإنسانية ِ ...
هكذا يكون العطاء ، وهكذا يكون الإنسان ...لا عدمناك ....
تقبل مني ومن مديرتنا الحبيبة ومن الهيئة الإدارية والهيئة التعليمية كل تقدير .وعلَّه صدرَك الفسيح يتقبل مني العذر ، فقد صدق من قال : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وأنا ما استطعت أن أجود بما يفيك حقك من عرفان ، وأقرُّ صراحة بعجزي في هذا الموقف ، فأؤثر الصمت وهو الأبلغ ، لكن لا بدّ من همسة صادقة هي على لسان كلِّ من عرفك :
دكتور أدمون : عندما تسقط الأقنعة يبقى اسمك رديفًا لنقاء الإنسان والصديق والزميل والأستاذ والأب والأخ ....
عوفيت ودام ألقك بيننا وبين محبيك وعائلتك
د. وفاء الأيوبي