تابع لموضوع زهرة التوليب
النوع القديم للزهرة التي تم تهجينها
يتم في الأعوام الأخيرة تهجين الأصناف القديمة من زهرة التوليب الهولندية التي يعود عمرها الى مئات السنين داخل أزهار التوليب الحديثة المنمقة، وسيعرض المتحف الملكي خلال هذا الربيع أصنافا من زهرة التوليب تعود الى العصر الذهبي وقد بدأت بالفعل الأصناف الغريبة متعددة الألوان تعود تدريجيا الى الأسواق، وبديهيا أن من يقوم بانتاج هذه الأصناف مجددا هم المزارعون الهولنديون.
"شعاع لايده"، "السلطانة الجميلة"، "العنكبوت" أو "أميرال بوتنباكر" هي لوحات معروضة في احدى قاعات المتحف الملكي قرب لوحة الحرس الليلي لرمبرندت وهي أسماء لأنواع من زهرة التوليب عاشت في القرن السابع عشر رسمها فنانون مثل ياكوب ماريل وغيره من رسامي القرن. ويعرض المتحف الملكي هذه اللوحات لفترة وجيزة تزامنا مع حلول فصل زهرة التوليب.
بالاضافة الى ما لا يقل عن عشرين نوع من زهرة التوليب المعروضة على الحائط يوجد كتابان عتيقان خلف احدى الواجهات الزجاجية، أحدهما هو كتاب التوليب لياكوب ماريل الذي يعد عملا نادرا يعود الى العام 1637-1639. يقول مدير المتحف ماراين شخابل هومن:
"ان أول ما يلفت النظر داخل هذا الكتاب هو زهور التوليب ذات اللونين، فقد كان الناس في القرن السابع عشر لا يميلون الى التوليب ذي اللون الأحمر او البنفسجي فقط، بل يفضلون التوليب ذي اللونين، وبالنسبة للرسامين فقد كانوا يرسمون هذه الزهور بطريقة نفاذة جدا ".
► فيروس
يبدو حجم الورود والأوراق أيضا أكبر من حجم التوليب الذي يتم انتاجه حاليا في هولندا بالمليارات، والمخصص في معظمه للتصدير.
في العصر الذهبي كانت زهور التوليب، أو على الأجدر كرات التوليب، أرفع قيمة من الآن اذ لم يكن قد مضى على اكتشافها سوى عشرات السنين مما ادى الى ظهور نوع من الهوس بهذه الزهرة لدى الناس، وقد جنى التجار ثرواتا طائلة من ورائها، لكن فترة الثلاثينات من القرن السابع عشر شهدت انتكاس وتراجع هذه التجارة.
منتجو زهرة التوليب في هولندا طوروا على امتداد القرون الأخيرة الكثير من الأصناف الجديدة وساعدت التجارب الطويلة وعمليات التهجين المتكررة في انتاج هذه الأصناف المختلفة، فضلا عن أن الباحثين اكتشفوا فيروسا في كرات التوليب يقف وراء تميز بعض الزهور بألوان حادة ونفاذة كما أنه يعرقل عملية التكاثر لديها.
توجد مراقبة شديدة وصارمة على صحة ورود التوليب نظرا لأهمية المبادلات التجارية المرتبطة بها ولهذا السبب اختفت الأصناف القديمة المصابة بالفيروس من السوق.
► هرتوس بلبوروم
في حديقة (متحف) هرتوس بلبوروم بمدينة ليمن جنوب ألكمار توجد آلاف الأنواع من الورود المختلفة ويضم أحد الحقول اصنافا قديمة جدا من زهرة التوليب. يقول أمين المتحف يوب زنفالد:
"هذا متحف حي، بنك جيني للورود، أقدم زهور التوليب التي لدينا تعود الى عام 1595 ولكن لدينا أيضا أصناف تعود الى 1620 و1700 يطلق عليها اليوم اسم "توليب رمبرندت" وهي تختلف من عام الى آخر ويعود ذلك الى فيروس "موزاييك التوليب" الموجود بداخلها.
"اذا ما وضعنا زهور التوليب التي تحتوي على الفيروس مع زهور توليب عادية في مزهرية واحدة فان الزهور السليمة تظل منتعشة لفترة أطول من الأخرى، لكن زوار الحديقة لا يتزحزحون من أمام الأصناف القديمة." كما يقول يوب زنفالد من حديقة (متحف) هرتوس بلبوروم.
► شيء جميل
توجد أكبر منطقة لانتاج زهور التوليب أو كرات التوليب في العالم في الجزء الشمالي من هولندا ، نوردهولاند.
يان لايتهارت مزارع ورود ينتج أصنافا خاصة به من زهرة التوليب منذ أكثر من ثلاثين عاما، يقول: "نقوم بآلاف عمليات التهجين وبعد محاولات كثيرة قد نحصل على شيء جميل. نحتاج الى 18 سنة منذ انتاج أول بذرة الى أن نتمكن من تصدير الزهور الى الخارج، لا يجب أن يفوتك هذا".
لايتهارت يملك حقولا كبيرة تحيط بحظيرة التوليب، في الوقت الحالي تغطي الحقول طبقة من القش الذي تنمو تحته بذور التوليب وهي تستعد لتخترق قشرة الأرض قريبا، ويوجد من بينها عدد من الأصناف القديمة ذات الألوان النفاذة مثل زهرة " الجمال الصيفي" وغيرها من الأصناف القديمة التي أنتجها لايتهارت بنفسه.
► العرض والطلب
"توفر أمريكا أكبر سوق لورود التوليب ذات الألوان النفاذة ،فهم لا يزالون هناك يتميزون بحنينهم للماضي. في الحقيقة يوجد طلب كبير على الورود التي تسمى "توليب رمبرندت" لكن المناطق التي تزرع بها قليلة، لهذا فان الطلب أكبر من العرض، لكننا نتوقع ان يزداد انتاج هذا النوع من الورود في العشر أو الخمسة عشر عاما القادمة".
منتجو زهور التوليب يعدون على الأصابع وهم يقومون بتطوير اصنافهم الخاصة بشكل فردي، وقد تمكن لايتهارت من انتاج قرابة 170 صنف من زهرة التوليب التي أطلق على عدد منها أسماء بعض المشاهير مثل زهرة الأمير فيلم ألكسندر، لكن الأصناف القديمة تحتل مكانة خاصة في نفسه، اذ يقول: " انها ورود جد مميزة، خاصة وان أزهرت وهي لا تزال مغروسة في الأرض، أشعر بالزهو وأنا أنظر اليها فهي بمثابة الحلوى في العيد أو الزبيب في العرس.
تحياتي شموخ امراة