شموخ امرأة
أسعد الله مساءك وأغدق عليك وابل الأنسة والأمان
مولاتي العزيزة أدم .... مهما كان كبيرا ومتعاليا وشامخا ومبدعا ومهما تكسرت على قنا إراته كل الصعاب والمشاق إلا أنه أمام حواء
ليس إلامجرد طفل ينتظر تمازج الألوان ليلثم شفاهه ببسمة تحيي وجوده أدم يامولاتي لا يشعر بوجوده إلا أمام عرش الأنوثة ولو بعد عنها قيد أنملة فسيشعر أنه مجرد جندب صغير يتخبط على هوامش الضياع
أصدقك القول يامولاتي فقد توقفت كثيرا أمام هاتين الكلمتين ( آدم وحواء) نطقتهما مرار وأجهشت سمعي تكرارا لسماع صداهما فوجدت أن حواء تحمل في صداها الأمان والحنان والبريق والسؤدد والجمال والبراءة واللهفة وكل مقاسييم الأمل المسطرة في قواميس وجودنا وآدم ليس إلا وارد صغير من مناهل حواء الفياضة و كبرياءه يظهر بعض الآحايين لكنه يامولاتي يخفي خلفه الأمل والشوق لحواء ومهما تعالى آدم وتجبر وطغى في كبريائه سيبقى في داخله طفلا صغيرا يهفو به طيف حواء كلما لاح في أفق مخيلته
فلتدركي ولتعلمي أننا نحن معشر أدم بسطاء ضعفاء مساكين شعث يديمهم ألق حواء ويمحقهم بعدها والسر كل السر أن عنفوان الرجولة عند آدم يخلف غبارا خافي المعالم تجاه سر وجوده حواء لايظهر في كثير من الأحيان بسبب شيء يسمونه عزة الرجولة لكنها تسمية أضاعت ضياء الحقيقة
فما أجمل أدم عندما يجثو على ركبتيه أمام حواء ويرسم على بؤسه ابتسامة توحي بالرجاء والديمومة وما أجمل حواء عندما تغرس أصابعها في شعره قائلة " قم يارفيق أناتي فأنت خلقت لتلثم آهاتي وتمسح غبار الأنين عن جراحاتي "
تحياتي لك
محمد العلي
أنتظر ردك عاجلا ليس آجلا