تعبرُني عيناكَ الذابلتان..
أغمضُ أحداقي..
أكتشفُ بأني أطبقتهُما..
على عينيكْ..
أحزنُ لمّا أتذكر أني..
حدّقتُ بعينيكَ طويلاً..
وبكيتُ عليكَ طويلاً..
أتعجبُ كيفَ تجفُّ دموعي..
اسألْ عينيكْ..
كيفَ خانت ْ..
واسألْ قلبَكْ..
كيفَ اقترفَ خيانتَهُ..
واسألْ جسدكْ..
كيفَ تلوَّثَ في لحظةِ طيشْ ؟
واسألْ نفسَكْ..
كيفَ اقتلَعَتْ نِصفَكْ..
وانتَزَعَتْ ضِلعَكْ..
أتساءَلُ :
كيفَ يخونُ الإنسانُ شرايينَهْ ؟!!
في آخر ِ مرةْ ..
عندَ الصدمةْ..
حدقتُ طويلاً..
ما كنتُ أصدّقُ أنّكَ مَنْ أحبَبْتْ..
لم تُسعِفْكَ دموعُكْ..
ووجدتُ جهنّمَ ماثلة ً في جنّاتِكْ..
ما أنتَ سوى إبليس ٍ..
قد أغراني بالتفاحةْ..
تطاردُني الآنَ كظلي في أحضان ِ الظلماتْ..
أصرخُ لكنْ..
لا تنقذُني الآهاتْ..
لأنّكَ مزروعٌ في ذاكرتي..
وأفرُّ من الذكرى..
لكنّكَ تبقى.
تنطلق جيادُ توسّلِكَ المجنون ْ..
في تيّار ِ دمائي..
تهاجرُ جهةَ القلبْ..
أكابرُ وأقاومُ ...
حتى أتذكرَ شبحَكْ
أتذكّرُ أنكَ خنتْ...
أتذكر أني منذ البدءْ..
كنتَ أنا ...وأنا أنتْ !!!!
ما عدتَ كجُزءٍ مني..
ما عدتُ كجُزءٍ منكْ..
حتى المسافات التي راكضتُها كمهرةٍ ..
ما عاد فيها ذرة ٌ من اتزانْ ..
كانت شاسعة ً..
ممتدةً عبرَ الغيوم ِ للفضاءْ..
كانت تعبُرُ روحي..
وحدكَ كنتَ القادرُ أن تُنقذَني..
من فزعي..
أما الآن..
أنت الفزعُ بعينِهْ..
يلاحقُني في كلِّ مكانْ..
أنتَ الجلادْ ..
فأجبني...
أيَّ قلبٍ قد حملتْ ؟؟
أيَّ إنسان ٍ غدوتْ ؟؟
أتذكرُك..
أضحكُ ضحكاتٍ هستيرية..
أمزق أشياءَكَ ..
أكسرُ بروازاً يحملُ رسمَكَ..
أركلُهُ ..
ركلةَ هائجةٍ خرجتْ عن طوْرِ الوعي..
أكره ُ ذكراكْ ..
أكرهُ قلبي..
قلبي ما عاد يطيرُ إليكْ..
أكرهُ أحلامي ..
وسكنتُ مطاراً معزولاً ..
ومنافذُ روحي مغلقةٌ..
إلى أجلٍ..
غيرِ مُسمّى..
ما عادَ هناكَ عزاءٌ..
ينبتُ خلفَ الأسوارْ .
واسأل آدم:
كيف يخونُ الإنسانُ شرايينَهْ ؟؟؟
كيف تخونْ ؟..
وأنا أهواكْ ؟!!!!
والذكرياتْ
تغزوني متبخترةً..
في هدأةِ الليلِ الطويلْ..
عندما أخلدُ للنومِ..
تنغصُ نومي..
وأراكَ ككابوسٍ يقتلعُ الراحةَ من جسدي..
يُخرجُني من دائرةِ سكونِ النفسِ..
إلى ضجيج ِ التفكيرْ..
فأتذكرَ أني حواءَ اللاتي..
تبحث عن جنتِها في دنياكْ..
ما هي دنياكْ ؟..
هي نارٌ تحرقُ روحَكَ في كل الأوقاتْ..
وأفوزُ أنا بسناءِ الجنّاتْ !!..
شعر انتصار صبري
14-4-2010
همسة
ليس كل ما نكتبه يعبر عنا, لكننا نكتب عن غيرنا بوضوح..
فلو ملكهم الصمت, يتكلم الشعر نيابة عنهم.
انتصار صبري
أشتقت لحروفها كثيرا فبحثت عن جديدها لتجدوا فيه متعة الإبحار وعشق تميز انتصار, .