راحلتِي الكِليلَه
بيــن الفجــــاج الــــدّامسَــه فقدتُ شبابـــِي
فترانِــي أنــوح حــذو الجذع اليابس الهابِي
والعواصــف الهوجاءْ تُعربـد فــــي الرّحابِ
وهــــي تُــواري البصــائر بسمــك الحجاب
وبيـــدٌ تنـــافــس بيـــدا فــي عسف الرقابِ
وبســـط أيــدي العطـــاءْ لشــرّ الـــــــدوابِ
فغـــدتْ سكـــرى بالأوهـــام حيــاة الغـــابِ
كــأنّهـــا بـــُرمِجــتْ من أجــــل هذا العذابِ
بخيــراتِنـــا تَمـــرّ حُبـلــى قوافــل الأغرابِ
وراحلتــِي تَئــِنّ بــأثقـــال خــوَاءْ الألبـــابِ
فــأنـــىّ اتّجهــتْ هـائمــة بخطـــٍو مُسترابِ
نهشتْهــا الأفـاعِــي الخانسَـه بين الهضـابِ
فجُسـتُ بـنـظــرة أقــتـفــــِي أثــر الأسبــابِ
في سماءٍ تَوهُُّجُ سُرجِها مُتّقِدٌ في الضّبــابِ
فأبهتنِي نجمها المطموس تائه في السّرابِ
ممـــــّا أثـــــار دهشتـــِي وزاد اكـتئــــابــِي
فهــل تُمـطـــر الــسّمــاءْ وابـــل الشّـهـــابِ
ما دام رعدُها الأخرس وبـرقـــها الخـــابِي
وأرضــهـــا مســـرح موتٍ بأيدي الذئــابِ
سأنـــــوح وأنــــوح لـــفـقـــْدِ شــبـــابـــي
حتّى تنفجرَ العينُ تحت جذعـــيَ الهــــابيِ
ويخضرّ عودي من فيض عنفوان الشّبابِ
محمد البرجي التباسي /بلبل الجريد